

سوريا تكشف عن هوية بصرية جديدة ترمز لوحدة الدولة في "عصر ما بعد الأسد"
في مشهد رمزي يحمل رسائل سياسية واجتماعية عميقة، أعلنت سوريا، يوم الخميس، عن إطلاق "هوية بصرية جديدة" تمثل البلاد في مرحلتها الانتقالية، تحت قيادة الرئيس المؤقت أحمد الشرع.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الدولة لتأكيد توجهها نحو عهد سياسي جديد يعكس التنوع والتكامل ويرمز إلى الانفصال عن الحقبة السابقة.
وأكد الشرع، خلال حفل أقيم في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، أن الهوية الجديدة تجسد "سوريا الموحدة، الرافضة للتقسيم، والمتحررة من القمع والاستبداد"، مضيفًا أنها تعكس تطلعات السوريين نحو دولة مدنية يحكمها التعدد والقرار الشعبي.
الشعار الرسمي الجديد للهوية اتخذ من "العقاب الذهبي السوري" رمزًا للدولة، بعد إعادة تصميمه بما يواكب التحولات السياسية. ووفقًا للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، فإن العقاب يمثل القوة والحكمة والقدرة على المناورة، ويُعد امتدادًا لشعار الجمهورية السورية منذ عام 1945، ولكن بصياغة تعكس قيم المرحلة الجديدة.
رموز الشعار الجديدة: وحدة وتعدد وحرية
تتضمن الهوية البصرية عناصر رمزية دقيقة:
ذيل العقاب مكوَّن من خمس ريشات، ترمز إلى الأقاليم الجغرافية الكبرى: الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب، والوسط، للدلالة على وحدة الأرض.
الأجنحة تحتوي على 14 ريشة، تمثل كل منها محافظة سورية، تأكيدًا على المساواة بين المناطق.
النجوم الثلاث التاريخية الموجودة في العلم السوري أُعيدت صياغتها بصريًا لتعلو العقاب، في إشارة إلى تحرر الشعب من ارتباط الدولة بالحكم السلطوي.
وتوضح الجهات الرسمية أن هذه الهوية الجديدة تحمل خمس رسائل رئيسية:
1. الاستمرارية التاريخية: العقاب يعيد الاتصال برمزية الدولة منذ منتصف القرن الماضي.
2. تمثيل سوريا الجديدة: ليس مجرد شعار بل تجسيد لسوريا المتجددة المنبثقة من إرادة الشعب.
3. تحرير القرار الشعبي: فك ارتباط النجوم بالترس العسكري يرمز إلى انتقال الحكم إلى يد المواطن.
4. تأكيد وحدة الأراضي: ريش العقاب المتساوي يعكس رفض التقسيم أو الهيمنة.
5. وثيقة عهد وطني: الشعار يمثل عقدًا جديدًا بين الشعب والدولة، وليس رمزًا للسلطة فقط.
ثورة 2011 في الخلفية
بحسب "سانا"، تُعد هذه الهوية امتدادًا للتحولات التي بدأها السوريون منذ عام 2011، حين طالبوا بحقوقهم في الحرية والكرامة. وأشارت الوكالة إلى أن هذا التغيير هو نتاج تضحيات "ملايين الشهداء والمعتقلين"، معتبرة الهوية الجديدة بمثابة تتويج لنضال شعبي طويل.
ويرى مراقبون أن إطلاق الهوية يمثل أول محاولة رسمية لصياغة سردية جديدة تعبر عن سوريا ما بعد الحرب، وترسخ مفهوم الدولة الشاملة والعادلة، بعيدًا عن النهج القائم على القمع والسيطرة، ومبنيًا على تمكين المواطن وتمثيله في القرار


استطلاع راى
هل ترى تعديل قانون الإيجار القديم كان خطوة في الاتجاه الصحيح؟
نعم
لا
اسعار اليوم
