
عمرو سلامة ينتقد حملات النهش على الانترنت: "لا تشارك بسكينتك في الجرح الجماعي"
في رسالة مؤثرة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، انتقد المخرج السينمائي عمرو سلامة بشدة ظاهرة الهجوم الجماعي على الأشخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي.
شبّه سلامة ما يحدث بـ"نهش جماعي" يشبه مشاهد "أفلام الزومبيز"، حيث يتم اصطياد ضحية جديدة بشكل دوري لتتعرض لغضب الجمهور العارم.
أعرب سلامة عن تعاطفه العميق مع كل من يقع ضحية لهذا الهجوم، مشيرًا إلى أن هذه المنصات أصبحت مليئة "بجموع من الزومبيز الزهقانين" الذين يحتاجون كل فترة لضحية جديدة "ترتكب غلطة ما، أو تقول تصريحًا خاطئًا، أو تُفضح" ليتم الانقضاض عليها و"نهشها" بشكل جماعي.
لم يكتفِ سلامة بوصف الظاهرة، بل أكد على حجم الأذى النفسي الذي لا يوصف الذي يسببه هذا "النهش" لضحاياه. وأشار إلى أن البعض يحاول التعامل مع الأمر بهدوء، بينما يتبلد البعض الآخر، لكنه كشف عن حالات مأساوية وصلت إلى محاولات الانتحار، ونجح بعضها، بسبب هذه الحملات الجماعية.
تأتي تصريحات سلامة في وقت تشهد فيه الساحة الرقمية تصاعدًا في حملات التنمر والهجوم المنظم على الشخصيات العامة، مما يثير تساؤلات حول أخلاقيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الصحة النفسية للأفراد.
مع تأكيده على حق الجمهور في التعبير عن آرائه وأن بعض الأخطاء قد تستحق الغضب الجماعي ويكون لها أثر رادع، استدرك سلامة موضحًا أن مشهد التكتل على شخص واحد يظل قاسيًا ومؤلمًا، مهما كانت الأسباب.
قال: "فطرتي الإنسانية لو شافت خمس بني آدمين في الشارع بيضربوا في راجل واحد هتعاطف مع الرجل اللي بيتضرب قبل ما أعرف عمل إيه".
مستذكرًا مقولة شعبية، أضاف: "وكشاب واقف على الكشك زمان كنت أول حاجة أقولها 'مش مرجلة تتكاثروا على واحد' فتخيل لو آلاف وملايين بيتكاثروا على إنسان واحد صعب يقف قدام الطوفان".
اختتم المخرج رسالته بدعوة إنسانية مؤثرة، مطالبًا الجمهور بعدم المشاركة في هذا "النهش الجماعي": "بشوف إن أضعف الإيمان إنك لو لقيت السكاكين كثير على شخص أعزل يكون عندك قدر من الإنسانية والتعاطف ومتشاركش بسكينتك، سكينتك مهما كانت صغيرة مؤثرة، وهتسيب جرح، وإنت هتكون ماستفدتش حاجة غير كام لايك هتنساهم بعد يومين بس الجرح ده ممكن يعلم على الضحية طول عمرها".
