

السياحة في مصر تحقق قفزة بـ24% خلال النصف الأول من 2025 رغم التوترات الإقليمية
سجل قطاع السياحة في مصر نموًا ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2025، حيث ارتفع عدد السائحين الزائرين للبلاد بنسبة 24%، ليصل إلى 8.7 مليون سائح، بدعم من تعافي حركة السفر العالمية وتراجع حدة التوترات الجيوسياسية، وفقًا لما صرّح به وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي لـ"الشرق"، على هامش مؤتمر صحفي عقد اليوم بالقاهرة.
ورغم تأثر القطاع خلال شهر يونيو الماضي نتيجة الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران، والتي تسببت في إلغاء أكثر من 10% من الحجوزات السياحية إلى مصر، بحسب تقديرات عدد من الشركات العاملة بالسوق، إلا أن انتهاء الحرب ساهم في عودة معدلات الحجوزات للنمو مرة أخرى، بالتوازي مع استقرار الأوضاع في المنطقة.
الحكومة تستهدف 18 مليون سائح بنهاية 2025
وتسعى الحكومة إلى مواصلة هذا الزخم، مستهدفة زيادة عدد السائحين بنسبة 14% بنهاية العام الجاري، ليصل الإجمالي إلى 18 مليون سائح، وفقًا لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي.
ويُعد قطاع السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للاقتصاد المصري، حيث قفزت إيراداته بنسبة 9% خلال عام 2024، مسجلة 15.3 مليار دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، بحسب بيانات البنك المركزي المصري الصادرة في مايو الماضي.
قفزة في الربع الأول ودعم حكومي للمنشآت
وكانت مصر قد استقبلت خلال الربع الأول من 2025 نحو 3.9 مليون سائح، بزيادة نسبتها 25% على أساس سنوي، وهو ما عكس مؤشرات إيجابية مبكرة على تعافي القطاع، خصوصًا في المناطق الشاطئية وسياحة نهر النيل.
وفي إطار دعم النمو، أطلقت الحكومة في أكتوبر الماضي مبادرة تمويلية بقيمة 50 مليار جنيه تستهدف تمكين الشركات السياحية من توسيع الطاقة الفندقية، وذلك من خلال قروض بسعر فائدة متناقصة قدرها 12%.
قطاع السياحة يصمد أمام الأزمات العالمية
ورغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، أثبت القطاع قدرته على الصمود، حيث تجاوز تأثيرات الحرب بين إسرائيل وحماس على حدود مصر الشرقية، إضافة إلى استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت قد أثرت في السابق على حجم الوافدين من هاتين الدولتين، اللتين مثلتا شريحة كبرى من الزوار.
وتواصل الحكومة المصرية، بالتعاون مع القطاع الخاص، جهودها لزيادة الترويج السياحي وفتح أسواق جديدة، إلى جانب توسيع نظام التأشيرات الإلكترونية لجذب مزيد من السائحين خلال المرحلة المقبلة.
