
أزهري يُحذر: عبارة "الناس بيقولوا" قد تُفقدك الجنة
حذّر الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، من الانسياق الأعمى وراء الشائعات وما يُتداول على ألسنة الناس دون تثبت أو وعي، مؤكدًا أن هذا السلوك قد يقود الإنسان إلى الهلاك دون أن يشعر.
وأوضح الرخ، خلال تصريحات تليفزيونية مساء الأحد، أن كثيرًا من الناس يرددون عبارة "ما الناس بيقولوا"، دون إدراك لتبعاتها الخطيرة، مشيرًا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبّه إلى خطورة إطلاق اللسان دون رقيب، مستشهدًا بحديثه الشريف لمعاذ بن جبل حين سأله عن عمل يدخله الجنة ويُبعده عن النار، فعدّد له أركان الإسلام، ثم أمسك بلسانه وقال: "كُفّ عليك هذا"، فسأله معاذ بدهشة: "وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟" فأجابه النبي: "وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟".
وأضاف الرخ أن التكرار الأعمى لما يتداوله الناس دون تمحيص، هو ما وصفه الصحابي عبد الله بن مسعود بالإمعة، أي الشخص الذي يقول: "أنا مع الناس، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساؤوا أسأت"، معتبرًا أن هذا النوع من السلوك يعكس ضعف الشخصية وغياب البصيرة.
وأشار أستاذ الأزهر إلى أن الكلمة الواحدة قد ترفع الإنسان في الجنة أو تهوي به في جهنم، لافتًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم".
واستشهد الرخ بموقف مؤثر من سيرة النبي، حين بكى أثناء زيارته الصحابي سعد بن عبادة، قائلًا: "إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا –وأشار إلى لسانه– أو يرحم"، في إشارة إلى خطورة ما يخرج من فم الإنسان.
واختتم الرخ تصريحاته بالتأكيد على أن الكلمة ليست مجرد حروف، بل قد تكون سيفًا جارحًا يفسد العلاقات ويمزق المجتمعات، أو تكون طيبة تفتح أبواب الجنة، مشددًا: "لا تكن إمعة تتبع كل ما يُقال.. واحفظ لسانك، فهو إما أن يكون لك، أو عليك".
