توتر في السويداء.. الجيش السوري يدخل المدينة وإسرائيل تقصف مواقع عسكرية بذريعة حماية الدروز

دخل الجيش السوري، اليوم الثلاثاء، محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوبي البلاد، عقب اشتباكات طائفية دامية اندلعت بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية وتقارير محلية.

وأفادت وزارة الدفاع السورية أن الدخول العسكري جاء "لملاحقة جماعات خارجة عن القانون"، فيما ذكرت مصادر ميدانية أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 18 جنديًا من القوات الحكومية.

في تطور متسارع، شنت إسرائيل غارات على مواقع للجيش السوري قرب السويداء، معتبرة أن دمشق انتهكت ما وصفته تل أبيب بـ"منطقة منزوعة السلاح" في جنوب سوريا، وذلك في سياق ما قالت إنه "حماية للدروز" في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الحكومة "ملتزمة بالدفاع عن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا"، في إشارة إلى العلاقة الوثيقة التي تربط دروز إسرائيل بأقاربهم في الجولان وجنوب سوريا.

وفيما رحب عدد من وجهاء الدروز بالتدخل الحكومي، داعين إلى تسليم السلاح وبسط سلطة الدولة، طالب الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، بحماية دولية، محذرًا مما وصفها بـ"حرب إبادة" تتعرض لها الطائفة، حسب تعبيره.

وبعد ساعات من القصف والغارات، أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، عن وقف تام لإطلاق النار، عقب التوصل إلى اتفاق مع وجهاء محليين لم تُعلن هوياتهم، مؤكداً نشر الشرطة العسكرية "لضبط السلوك العسكري ومحاسبة أي تجاوزات".

وتشهد السويداء اضطرابات متكررة منذ سنوات، تفاقمت عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، إذ تعاني المنطقة من فراغ أمني وتضارب الولاءات بين الدولة والمجتمع المحلي والجماعات المسلحة.