
جنازة غير تقليدية تثير الجدل في قنا.. تصفيق وزغاريد تودّع أحد رموز الصوفية في الكوم الأحمر
شهدت قرية الكوم الأحمر التابعة لمركز فرشوط بمحافظة قنا، مشهدًا استثنائيًا خلال تشييع جنازة أحد رموز الطرق الصوفية، أثار حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وبين أهالي المحافظة، بعدما ودع المشيعون الفقيد بالزغاريد والتصفيق، في مظهر غير معتاد بجنازات الصعيد التي يغلب عليها طابع الحزن والوقار.
ووفقًا لشهادات من أبناء القرية، فإن الجنازة كانت للشيخ عبد الفتاح أبو الحمد، في العقد السادس من العمر، والذي توفي بعد معاناة مع المرض. وذكر الأهالي أن الشيخ كان أحد أتباع الطرق الصوفية، واشتهر في المنطقة بحبه لآل البيت وحرصه على توزيع المساعدات على المحتاجين دون انتظار مقابل، ما أكسبه مكانة كبيرة بين سكان القرية والمناطق المجاورة.
وشارك في الجنازة جمع غفير من أهالي الكوم الأحمر من الرجال والنساء، وسط ترديد عبارات مثل "هنياله"، في إشارة إلى اعتقادهم بأن الفقيد من "أهل الصلاح والبركة"، ما جعل لحظات الوداع تحمل مزيجًا من الحزن والاحتفاء بسيرته الطيبة.
لكن المشهد لم يمر مرور الكرام، حيث انقسمت الآراء حول أسلوب التشييع. البعض رأى أن الاحتفاء والتصفيق لا يتنافى مع الاحترام، بل هو تكريم لفقيد له مكانته، بينما اعتبر آخرون أن هذا الأسلوب لا يتماشى مع الأعراف الجنائزية الراسخة في تقاليد صعيد مصر، ويخلّ بحرمة الموت.
الجنازة لاقت صدى واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين من دافع عن حرية التعبير عن الحزن والاحترام بأساليب مختلفة، ومن طالب بالالتزام بالطقوس التقليدية المتوارثة.
يُذكر أن الشيخ عبد الفتاح أبو الحمد كان يحظى باحترام واسع في منطقته، وله حضور دائم في المناسبات الدينية والاجتماعية، كما ارتبط اسمه بتقديم النفحات الروحية والدعم للمحتاجين، مما جعله شخصية محبوبة بين الأهالي.
