

واشنطن بوست: ترامب حوّل الرسوم الجمركية إلى أداة للضغط السياسي والأمني
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدم الرسوم الجمركية بشكل أوسع مما هو معروف علناً، مستغلاً إياها ليس فقط لتحقيق أهداف اقتصادية، بل أيضاً لخدمة أجندات الأمن القومي ومصالح بعض الشركات، وفقاً لوثائق حكومية داخلية اطلعت عليها الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين في وزارة الخارجية بحثوا مؤخراً إمكانية مطالبة شركاء واشنطن التجاريين بالتصويت ضد الجهود الدولية الرامية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن سفن الحاويات العابرة للمحيطات، باعتبارها عنصراً أساسياً في التجارة العالمية.
ووفق مسودة "مذكرة التحرك"، طُلب من وزير الخارجية ماركو روبيو إدراج هذه القضية في المفاوضات التجارية الثنائية مع دول بحرية مثل سنغافورة.
كما كشفت الوثائق أن الإدارة الأمريكية ناقشت توسيع نطاق المفاوضات التجارية مع أكثر من عشر دول، بما في ذلك مطالبة إسرائيل بإنهاء سيطرة شركة صينية على ميناء رئيسي، وإلزام كوريا الجنوبية بدعم نشر قوات أمريكية لردع الصين وكوريا الشمالية، إلى جانب أهداف أخرى تتجاوز خفض العجز التجاري المزمن.
وأظهرت الوثائق أنه بعد تعليق ترامب تطبيق الرسوم الجمركية التبادلية في أبريل الماضي للسماح بالمفاوضات، وضع المسؤولون خططاً للضغط على دول قريبة من الصين لتعزيز العلاقات الدفاعية مع واشنطن، بما يشمل شراء معدات عسكرية أمريكية واستضافة زيارات بحرية.
ونقلت الصحيفة عن ويندي كولتر، التي شغلت منصباً رفيعاً في مكتب الممثل التجاري الأمريكي لأكثر من 25 عاماً، قولها إن هذا النوع من المطالب غير مألوف في اتفاقيات التجارة، مضيفة: "عندما تجلس على طاولة المفاوضات، لا تتحدث عن مثل هذه الأمور".
وأشارت واشنطن بوست إلى أن أحدث مؤشر على استخدام ترامب الرسوم الجمركية كسلاح دبلوماسي، تمثل في تهديده بفرض رسوم تصل إلى 50% على البضائع الهندية لإجبار نيودلهي على وقف مشتريات النفط الروسي، التي تقول واشنطن إنها تموّل الحرب في أوكرانيا.
