
أمين الفتوى بدار الإفتاء يحذر التجار من الغش واستغلال حاجة المشترين
حذّر الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من بعض الممارسات الخاطئة في البيع والشراء التي تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن الرحمة والعدل في المعاملات التجارية أساس البركة في الرزق.
وأوضح عثمان، خلال مداخلة تليفزيونية مساء الأحد، أن من صور الرحمة في التجارة بيان عيوب السلعة للمشتري، وعدم المبالغة في الأسعار أو استغلال حاجات الناس، مؤكدًا أن إخفاء العيب أو التلاعب في السعر يعد غشًا محرّمًا.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ما يُعرف بـ"تلقي الركبان"، أي اعتراض القادمين إلى الأسواق وخداعهم بشراء بضائعهم بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، معتبرًا ذلك نوعًا من الغرر وأكل أموال الناس بالباطل.
وأضاف أن غياب التراحم بين البائع والمشتري يؤدي إلى فقدان البركة، مبينًا أن بعض التجار يهدفون لاقتطاع أكبر قدر من أموال المشترين، فيما يسعى بعض المشترين للحصول على السلع بأقل من قيمتها، وهو ما يخالف مبدأ الإنصاف.
واستشهد أمين الفتوى بتنظيم الأسواق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وُضعت لكل سلعة أماكن مخصصة، ونزلت أولى آيات سورة "ويل للمطففين" للتحذير من ظلم الناس في الكيل والميزان. وأكد أن مفهوم التطفيف لا يقتصر على الوزن، بل يشمل استغلال حاجات الآخرين أو دفع أجور أقل من المستحق أو المبالغة في الأسعار.
واختتم عثمان بالتأكيد على أن الالتزام بالعدل والرحمة في البيع والشراء يجلب رضا الله ويحقق البركة، بينما يؤدي الغش والاستغلال إلى الخسارة في الدنيا والآخرة.
