

أوروبا تحت لهيب غير مسبوق.. موجة حر تاريخية تشعل الغابات وتدفع دولاً لإعلان الطوارئ

تشهد القارة الأوروبية هذا الأسبوع موجة حر استثنائية وصفت بأنها "تاريخية"، دفعت دولاً عدة، بينها فرنسا وإسبانيا، إلى رفع مستوى التحذيرات الجوية إلى الدرجة القصوى وإعلان حالة الطوارئ، وسط توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وفق ما نقلته صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.
وفي إسبانيا، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من وصول الحرارة في إشبيلية، اليوم الثلاثاء، إلى 44 درجة مئوية، بينما قد تسجل فرنسا 40 درجة في مدينتي ليون ومونتيليمار.
أما المملكة المتحدة، فتستعد لموجة الحر الرابعة هذا الصيف، مع توقعات ببلوغ 32 درجة في لندن.
الجهات الصحية الإسبانية أصدرت تحذيرات واسعة شمال وغرب البلاد، من مخاطر الجفاف وضربات الشمس والإجهاد الحراري، محذّرة من مضاعفات قد تصل إلى فقدان الوعي أو الغيبوبة، خاصة لدى الرضع وكبار السن.
وفي فرنسا، شملت حالة التأهب الحمراء جنوب غرب البلاد، مع دعوة السكان إلى "أقصى درجات الحذر"، مشددة على أن الخطر يطال حتى الأصحاء.
ومن المقرر تمديد التحذيرات إلى مناطق شرقية بينها أرديش والرون، بينما تبقى معظم المناطق في حالة تأهب برتقالية.
خبير المناخ الزراعي، سيرج زاكا، وصف الأوضاع بأنها "غير طبيعية وكابوسية"، محذرًا من التداعيات الخطيرة للحرارة الشديدة.
وعلى الجانب الآخر، تتفاقم أزمة حرائق الغابات في شمال إسبانيا والبرتغال وتركيا.
ففي إسبانيا، اندلعت 13 بؤرة حريق في منطقة قشتالة وليون، ما أجبر نحو 700 شخص على إخلاء منازلهم، وسط رياح قوية تغذي النيران.
وأدت موجة الحر إلى حرائق متكررة في الأسابيع الأخيرة، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع.
وفي مدريد، لقي رجل في الخمسينيات من عمره مصرعه متأثرًا بحروق جراء حريق ضخم اندلع الإثنين في منطقة تريس كانتوس، التهم نحو 1000 هكتار خلال ساعات. كما أصيب رجل مسن (83 عامًا) بآلام في الصدر.
رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قدم تعازيه لأسر الضحايا، وشكر فرق الإطفاء، مؤكدًا أن الوضع "شديد الخطورة"، وأن وزارة الداخلية أعلنت المرحلة الأولى من حالة الطوارئ التشغيلية ضمن الخطة الوطنية.
عمليات الإطفاء شهدت تعبئة واسعة بمشاركة 33 وحدة إطفاء، و26 مضخة، و3 شاحنات صهريج، و3 حفارات، وطائرات مسيرة، إلى جانب الدعم الجوي وقوات الطوارئ العسكرية والحماية المدنية.
وفي إقليم جاليسيا، أعلنت السلطات حالة الطوارئ من الدرجة الثانية في تشاندركسا دي كويكسا وماكيدا بسبب اقتراب النيران من المناطق السكنية، حيث سُجّل ثمانية حرائق نشطة، بالإضافة إلى حرائق في لوغو وبونتيفيدرا ولا كورونيا.
أما في هويلفا، فاستمرت خطة "إنفوكا" للسيطرة على حريق في منطقة وعرة ببلدية فيلانوفا دي لوس كاستييخوس، باستخدام تسع طائرات وسط صعوبات في الوصول للموقع.
