الأربعاء 13 أغسطس 2025 | 03:13 م

رهانات اللحظة الأخيرة… قراءة سياسية في تصريحات نتنياهو وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية

شارك الان

في وقت تدخل فيه الحرب على غزة عامها الثاني، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات مثيرة للجدل، أكد فيها أن صفقات الإفراج الجزئي عن الأسرى الإسرائيليين باتت «خلف ظهرنا»، مشددًا على أن الهدف هو استعادة جميع المحتجزين، أحياءً أو أمواتًا، ضمن اتفاق شامل ينهي الحرب «وفق شروط إسرائيل».

التصريحات، التي أدلى بها نتنياهو في مقابلة مع قناة i24 العبرية، تكشف عن تناقض لافت بين الموقف المعلن الرافض للحلول المرحلية، وبين تحركات عملية تشير إلى احتمال إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة الأسبوع المقبل، لبحث اتفاق يتضمن إطلاق جميع الأسرى ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، إضافة إلى وضع ترتيبات لما بعد الحرب.

ورغم انهيار المفاوضات الشهر الماضي حول هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، لا تزال الوساطات نشطة. فقد استضافت القاهرة أمس جولة افتتاحية من المحادثات بين وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية والوسطاء المصريين، بهدف إعادة إحياء المسار التفاوضي.

مصادر دبلوماسية عربية أكدت أن المقترح المطروح قريب من الصيغة السابقة: هدنة مؤقتة تتحول إلى وقف دائم لإطلاق النار عند الاتفاق على التفاصيل النهائية. لكن المعادلة تبدو معقدة، إذ تشترط إسرائيل أن تتخلى حماس عن السيطرة على غزة وتسلم سلاحها، بينما تربط الحركة أي تنازلات بإنهاء الحرب والحصار وضمان إعادة الإعمار.

ضغوط داخلية وخارجية على نتنياهو

وفي الداخل، تتصاعد الاحتجاجات من عائلات الأسرى وضباط الاحتياط السابقين، الذين يحذرون من أن استمرار العمليات العسكرية قد يهدد حياة المحتجزين ويؤخر إعادتهم. 

أما خارجيًا، فتسعى واشنطن وعدد من العواصم العربية، وعلى رأسها القاهرة والدوحة، لدفع نحو اتفاق شامل قبل انزلاق المنطقة لمزيد من التصعيد، خاصة مع حساسية التوقيت على الساحة السياسية الأمريكية.

نتنياهو، الذي يواجه معارضة شرسة وتحديات في ائتلافه الحاكم، يوظف خطاب التشدد لتعزيز صورته كزعيم «لا يساوم تحت الضغط»، لكن التجارب السابقة تشير إلى أن إسرائيل غالبًا ما تلجأ للتنازلات تحت وطأة الضغوط الميدانية والسياسية.

إعلان نتنياهو أن «الصفقات الجزئية خلفنا» قد يكون رسالة موجهة لجمهوره الداخلي أكثر من كونه إعلانًا نهائيًا لموقف تفاوضي. 

فالمشهد أقرب إلى «لعبة شد الحبل» التي يسعى كل طرف فيها لتحسين شروطه قبل الوصول إلى الطاولة النهائية.

الأسابيع القادمة ستكون حاسمة؛ إما أن تنجح الوساطات في انتزاع اتفاق شامل ينهي الحرب ويعيد الأسرى، أو تتجه الأمور إلى جولة تصعيد جديدة، ما ينذر بتفاقم المأساة الإنسانية في غزة وتزايد عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.



استطلاع راى

في ظل الجدل المثار حول محتوى التيك توكرز.. هل تؤيد قرار غلق تطبيق تيك توك في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4640 جنيهًا
سعر الدولار 49.44 جنيهًا
سعر الريال 13.18 جنيهًا
Slider Image