بين سلام أوكرانيا واتفاق نووي.. قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تثير مخاوف كييف

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، في قاعدة جوية تعود إلى الحقبة السوفيتية في ولاية ألاسكا، في أول محادثات مباشرة بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وتحمل القمة المرتقبة آمالًا بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، إلى جانب عرض روسي أخير للتوصل إلى اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية، تحل محل آخر اتفاق قائم والمقرر انتهاء مدته في فبراير المقبل.

ترامب، الذي سبق أن وعد بإنهاء حرب أوكرانيا خلال 24 ساعة، قال عشية القمة إن النزاع الممتد منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف أصعب مما توقع، لكنه أبدى تفاؤله بالتوصل إلى تفاهم مع بوتين، مع احتمال عقد قمة ثلاثية لاحقة تضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لم يُدعَ لاجتماع ألاسكا.

وفي المقابل، ألمح بوتين إلى استعداد للتفاوض، مشيدًا بما وصفه بـ"الجهود الصادقة" لواشنطن لإنهاء الحرب. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مقرب من الكرملين أن الجانبين تمكنا من إيجاد "أرضية مشتركة" قد تُترجم إلى اتفاق مبدئي اليوم، في ظل ضغوط العقوبات المفروضة على موسكو.

ووفق تسريبات دبلوماسية، وضع بوتين شروطًا صارمة لوقف كامل لإطلاق النار، لكن أحد الحلول الوسطية المطروحة قد يكون هدنة تدريجية في الحرب الجوية، رغم الاتهامات المتبادلة بين موسكو وكييف بخرق اتفاقات سابقة. 

ويرى محللون أن بوتين قد يسعى لمنح ترامب إنجازًا سياسيًا ظاهرًا، مع الاحتفاظ بقدرة التصعيد الميداني متى شاء.

كما أثار ترامب الجدل بتلميحه إلى إمكانية "نقل ملكية الأراضي" بين روسيا وأوكرانيا لكسر الجمود، في وقت تسيطر فيه القوات الروسية على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية. 

وبحسب مراقبين، يطالب بوتين بتطبيع تدريجي للعلاقات الاقتصادية والسياسية مع واشنطن، دون ربطه بشكل صارم بالتقدم على الجبهة الأوكرانية، وهو ما يثير قلق كييف وحلفائها الأوروبيين من احتمال تقديم تنازلات على حساب السيادة الأوكرانية.