

جولة مشاورات جديدة بين موسكو وواشنطن لبحث تطبيع العلاقات

أعلن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، ألكسندر دارتشييف، اليوم السبت، أن جولة جديدة من المشاورات بين موسكو وواشنطن بشأن تطبيع العلاقات الثنائية ستعقد قريبًا، في خطوة تشير إلى استمرار قنوات التواصل بين الجانبين رغم التوترات السياسية والعسكرية القائمة.
وقال دارتشييف، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية، إن الموعد الدقيق سيُحدد قريبًا، مشيرًا إلى أن الجانبين يسعيان للحفاظ على زخم الحوار. وكانت السفارة الأمريكية في موسكو قد أكدت في وقت سابق استعداد واشنطن للجولة المقبلة، ووصفتها بأنها "بناءة".
يأتي ذلك بعد جولتين سابقتين من المشاورات عُقدتا في إسطنبول يومي 27 فبراير و10 أبريل الماضيين، ركزتا على مناقشة الملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية.
وتزامن الإعلان عن المشاورات الجديدة مع انتهاء قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي عُقدت الليلة الماضية في قاعدة عسكرية بمدينة أنكوريج.
ورغم استمرار المحادثات لنحو ساعتين ونصف الساعة خلف أبواب مغلقة، وبحضور كبار المستشارين من الجانبين، لم يُعلن عن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في أوكرانيا.
وبحسب تقارير إعلامية، تناولت القمة ملفات شائكة، من بينها مطالب موسكو باعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، والتخلي عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إضافة إلى مناقشة تخفيض القدرات العسكرية الأوكرانية، وهي شروط رفضتها كييف بشكل قاطع.
كما شملت المناقشات قضايا رفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وإعادة تخصيص الأصول الروسية المجمدة، فضلاً عن مستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا.
ورغم غياب التوصل لاتفاق، يرى مراقبون أن استمرار المشاورات، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو على مستوى القمم، يعكس رغبة مشتركة في إبقاء باب الحوار مفتوحًا، وسط أزمة تُعدّ من أعقد النزاعات الجيوسياسية في العقد الأخير.
