بوتين يعرض السيطرة على دونيتسك مقابل تجميد خطوط القتال.. وترامب يحث زيلينسكي على "صفقة مباشرة" مع روسيا

كشف تقرير حديث عن تفاصيل عرض قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة ألاسكا، يتعلق بوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات أوكرانية محددة. 

وأوضح التقرير أن بوتين عرض تجميد خطوط القتال في حال وافقت أوكرانيا على الانسحاب من إقليم دونيتسك، الذي تسيطر موسكو على نحو 70% منه منذ أكثر من عقد، مع إبقاء باقي الإقليم تحت السيطرة الأوكرانية.

وبحسب أربعة مصادر مطلعة على محادثات القمة، أبلغ بوتين ترامب بأنه مستعد لتجميد باقي جبهات القتال في منطقتي خيرسون وزابوريجيا جنوباً، شريطة تحقيق مطالبه الجوهرية المتعلقة بـ"معالجة الأسباب الجذرية للصراع"، والتي تُفسّر عمليًا على أنها المساس بسيادة أوكرانيا ووقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً.

ونقل ترامب الرسالة لاحقًا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين، مشددًا على ضرورة وقف محاولاتهم لإقناع موسكو بقبول اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، وداعياً إلى التوصل مباشرة إلى اتفاق سلام شامل. 

وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب: "أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي التوصل إلى اتفاق سلام مباشر، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار الذي غالباً ما ينهار". وأضاف أن موعدًا للقاء محتمل مع بوتين سيُحدد لاحقًا إذا سارت الأمور كما هو متوقع.

وعلى الرغم من العرض الروسي، أشار أشخاص مطلعون إلى أن زيلينسكي لن يقبل بالتنازل عن دونيتسك، لكنه أبدى استعدادًا لمناقشة ملف الأراضي مع ترامب في واشنطن، وربما في اجتماع ثلاثي يضم بوتين، إذا ما تم الترتيب له لاحقًا.

البيت الأبيض والكريملين لم يصدر عنهما أي تعليق رسمي بشأن مضمون المحادثات أو مسألة دونيتسك، فيما يبدو أن القادة الأوروبيين يشعرون بعدم الطمأنينة، خاصة بعد تردد ترامب في التأكيد على وقف إطلاق النار، وهو ما قد يزيد من مخاوفهم حول إمكانية تبادل الأراضي ضمن اتفاق سلام محتمل.

ومع ذلك، منحت القمة بوتين فرصة لتعزيز صورته دولياً، إذ استقبله ترامب في مطار أنكوريج بالسجادة الحمراء، وظهر معه مبتسمًا قبل بدء المحادثات، وهو ما اعتبره مراقبون فرصة لكسر العزلة الدولية المفروضة عليه منذ التدخل العسكري الروسي الشامل في أوكرانيا عام 2022.