موجة حر غير مسبوقة تتسبب في حرائق واسعة تجتاح الغابات والبلدات الجبلية في لبنان

شهدت لبنان خلال الأيام القليلة الماضية موجة حر قياسية، وُصفت بأنها الأشد هذا الصيف، ما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة في الغابات والمناطق الجبلية، مهددة سلامة السكان والممتلكات. 

وبحسب خبراء الأرصاد، فإن درجات الحرارة تجاوزت المعدلات الطبيعية بفارق كبير، الأمر الذي ساهم في سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها.

ووفقًا لمراسل القاهرة الإخبارية أحمد سنجاب، فقد بدأت سلسلة الحرائق من شمال لبنان، خاصة في طرابلس، عكار، والقبيات، قبل أن تمتد جنوبًا وصولًا إلى مناطق دير سريان، حيث التهمت ألسنة اللهب مساحات شاسعة من الغابات، وألحقت أضرارًا بعدد من المنازل والمناطق السكنية القريبة.

كما طالت النيران بعض القرى في البقاع وبعلبك، مرورًا بجبل لبنان وحتى أطراف العاصمة بيروت، فيما واجهت فرق الإطفاء تحديات كبيرة بسبب الرياح الجافة ووعورة التضاريس التي أعاقت وصول المعدات إلى بعض المواقع المشتعلة.

ورغم شدة الظروف، تمكنت فرق الدفاع المدني اللبناني، بدعم من الأهالي والمتطوعين، من احتواء معظم بؤر الحرائق بعد ساعات طويلة من العمل المتواصل، ما ساهم في منع تفاقم الكارثة وتقليل الخسائر البشرية.

وأشار سنجاب إلى أن حرائق الغابات في لبنان تُعد ظاهرة موسمية معتادة خلال فصل الصيف، إلا أن موجة الحر الحالية جعلت من الوضع أكثر خطورة، حيث ساعدت درجات الحرارة المرتفعة على اشتعال الأعشاب الجافة بسرعة هائلة، في وقت تعاني فيه البلاد من محدودية الإمكانيات اللوجستية لمكافحة مثل هذه الكوارث على نطاق واسع.

وتجري حاليًا عمليات تقييم شاملة لحصر الأضرار المادية والبيئية، وسط تحذيرات من خبراء البيئة من تداعيات طويلة الأمد على الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي في المناطق المتضررة، إضافة إلى خطر تكرار هذه الحرائق في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع المقبلة.