

ترامب يثير الجدل: لا استعادة للقرم ولا مكان لأوكرانيا في الناتو

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بتصريحات جديدة نشرها عبر منصته "Truth Social"، قبل ساعات من اجتماعه المرتقب في واشنطن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، حيث أعلن بشكل صريح أن القرم لن تُستعاد مطلقًا، وأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في مواقف اعتبرها مراقبون أقرب إلى الطرح الروسي منها إلى الموقف الغربي.
وقال ترامب في تغريدته: "لا رجوع للقرم التي سلمها أوباما، ولا سبيل لأوكرانيا نحو الانضمام إلى الناتو"، مضيفًا أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب "فورًا تقريبًا" إذا أراد، من خلال القبول بصفقة سلام مع روسيا دون استعادة الأراضي أو الحصول على مظلة تحالفات غربية.
وفي المقابل، جاء رد كييف حاسمًا، حيث شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن السلام الحقيقي لا يقوم على التنازل عن الأراضي، مؤكداً أن الكرامة والسيادة الوطنية غير قابلة للمساومة، وأن مسألة القرم وعضوية الناتو ليست مطروحة للتفاوض.
أما القادة الأوروبيون فقد أبدوا استياءهم من تصريحات ترامب، مؤكدين تمسكهم بدعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا، معتبرين أن أي تسوية تستثني كييف أو تفتقر إلى ضمانات أمنية واضحة ستكون "غير مقبولة" بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلفائه.
وتأتي هذه التطورات بعد القمة التي جمعت ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا منتصف أغسطس، والتي أشارت تقارير إلى أنها شهدت تقاربًا لافتًا بين الطرفين، خصوصًا حول مقترحات لتجميد خطوط التماس في أوكرانيا مقابل تنازلات في منطقة دونباس.
وبينما يرى محللون أن تصريحات ترامب تمثل محاولة لاختبار ردود الأفعال الغربية قبل اجتماعات واشنطن، يخشى آخرون أن تشكل بداية تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه الحرب الأوكرانية، بما يمنح روسيا اليد العليا في أي تسوية قادمة.
