الإدارة الذاتية ترفض تبريرات دمشق حول إرجاء الانتخابات وتؤكد: الحل سياسي شامل

علّقت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم الأحد، على قرار السلطات السورية إرجاء الانتخابات البرلمانية في بعض المحافظات، معتبرة أن الخطوة تمثل "إقصاءً وتغييباً لما يقارب نصف السوريين"، في إشارة إلى سكان المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق.

وقالت الإدارة الذاتية، في بيان رسمي، إن توصيف مناطقها بأنها "غير آمنة" لتبرير استبعادها من العملية الانتخابية "عارٍ تماماً عن الصحة"، مؤكدة أن مناطق شمال وشرق سوريا تشهد استقراراً نسبياً مقارنةً بجبهات أخرى. 

وأضافت أن الحل الحقيقي للأزمة السورية "لا يمكن أن يمر عبر إعادة إنتاج السياسات القديمة، وإنما من خلال مسار سياسي شامل يضمن مشاركة جميع السوريين بمختلف مكوناتهم".

وكان محمد طه الأحمد، رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، قد صرّح في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، السبت، أن قرار إرجاء الانتخابات في محافظات السويداء والرقة والحسكة يعود إلى "الظروف الأمنية" التي تهدد سلامة الناخبين والمرشحين، موضحاً أن استئناف العملية الانتخابية في هذه المناطق مرهون "بعودة الأوضاع إلى طبيعتها".

ويأتي هذا السجال في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الانقسام السياسي والميداني المستمر منذ أكثر من عقد، إذ تسيطر قوات الحكومة السورية على جزء من الأراضي، بينما تدير الإدارة الذاتية مناطق واسعة في شمال وشرق البلاد بدعم من قوات سوريا الديمقراطية، في حين تظل إدلب وبعض الشمال الغربي تحت نفوذ فصائل معارضة مدعومة من تركيا.

ويرى مراقبون أن الخلاف حول الانتخابات يعكس عمق الأزمة السورية الممتدة، ويؤكد غياب أرضية مشتركة بين مختلف القوى بشأن آلية الحل، في ظل تمسك كل طرف برؤيته. كما يثير استبعاد مناطق واسعة من الانتخابات تساؤلات حول شرعية ومصداقية العملية الانتخابية، خاصة في ظل غياب أي توافق وطني شامل.

وبحسب محللين، فإن موقف الإدارة الذاتية يعكس رغبتها في أن تكون جزءاً من الحل السياسي الشامل الذي ترعاه الأمم المتحدة عبر مسار جنيف والقرار الدولي 2254، بعيداً عن محاولات حصر المشاركة السياسية في نطاق ضيق يخدم السلطة المركزية في دمشق.