عمدة شيكاغو يهاجم تهديد ترامب بنشر الحرس الوطني: لا يسعى للسلام

أشعلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية نشر الحرس الوطني في مدينة شيكاغو موجة من الجدل السياسي والقانوني، بعدما وصف عمدة المدينة براندون جونسون الخطة بأنها تمثل "انتهاكًا صارخًا للدستور"، بل وشبهها بـ"احتلال عسكري" لا مكان له داخل المدن الأمريكية.

يأتي الجدل بعد أن أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الجمعة أنه يفكر في تكرار تجربة نشر الحرس الوطني في واشنطن العاصمة – التي تمت مؤخرًا لمكافحة الجريمة – ليشمل مدنًا أخرى مثل شيكاغو ونيويورك.

لكن المعارضين رأوا في هذه الخطوة تجاوزًا سياسيًا خطيرًا، حيث إن دور الحرس الوطني تقليديًا يقتصر على التعامل مع الأزمات الوطنية الكبرى، مثل الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات المدنية، وليس مهام الأمن الداخلي اليومية.

تصريحات عمدة شيكاغو

وفي تغريدة على منصة X، كتب براندون جونسون:"ما يقترحه الرئيس سيكون الانتهاك الأفظع لدستورنا في القرن الحادي والعشرين. مدينة شيكاغو لا تحتاج إلى احتلال عسكري".

وأضاف أن الأولوية الحقيقية للمدينة ليست نشر قوات عسكرية، وإنما الاستثمار في برامج الوقاية من العنف، التعليم، والرعاية الصحية.

وأشار إلى أن معدلات الجريمة تشهد بالفعل انخفاضًا ملحوظًا في جرائم القتل، إطلاق النار، وسرقة السيارات، معتبرًا أن طرح ترامب يعكس تجاهلاً للواقع.

وتابع جونسون منتقدًا سياسات ترامب الاقتصادية والاجتماعية:"الحرس الوطني لن يوفر الطعام للناس.. الحرس الوطني لن يخفض البطالة".

العمدة جونسون كشف عن بحثه عن سبل قانونية لمنع أي تدخل من جانب الحرس الوطني، مشددًا على أن نشر قوات عسكرية دون موافقة السلطات المحلية يشكل سابقة دستورية خطيرة.

ومن جانبه، اتهم حاكم ولاية إلينوي، جيه بي بريتزكر، ترامب بمحاولة "افتعال أزمة" واستخدام الجيش لأغراض سياسية داخلية، قائلاً:"الرئيس يسيء استخدام سلطته لصرف الانتباه عن الألم الذي يُسببه للعائلات الأمريكية".

ورغم الانتقادات، أكد ترامب أنه لم يضع خططًا ملموسة بعد بخصوص شيكاغو، ولم يتحدث مع عمدة المدينة حول الموضوع، لكنه شدد على أن سكان المدينة "يصرخون طالبين التدخل".

وقال من المكتب البيضاوي:"عندما نكون مستعدين، سندخل ونصلح شيكاغو، تمامًا كما فعلنا في واشنطن. شيكاغو مدينة خطيرة للغاية".

الأزمة لا تقتصر على شيكاغو فقط، إذ هدد ترامب أيضًا بإرسال الحرس الوطني إلى بالتيمور، ما أثار غضب حاكم ولاية ماريلاند ويس مور، الذي رد قائلاً: "الرئيس يفضل مهاجمة أكبر مدن بلاده من خلف مكتبه على السير في الشوارع مع الشعب الذي يمثله".