مفتي الجمهورية من تايلاند: الإسلام أنصف المرأة ومنحها حقوقًا سبقت بها العالم بأربعة عشر قرنًا

في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة التايلاندية بانكوك، أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإسلام منح المرأة مكانة مميزة لم تحظَ بها في أي شريعة سماوية سابقة أو منظومة اجتماعية وضعية، مشددًا على أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة وأقرت بحقوقها بوصفها شريكًا أصيلًا في بناء المجتمع واستمرار الحياة.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها فضيلته في مركز تمكين المرأة بجامعة الأمير سونغكلا – فرع بتاني، بحضور تاناوات سيريكول، سفير تايلاند لدى القاهرة. وأوضح المفتي أن الإسلام نظر للمرأة باعتبارها ركنًا أساسيًا في قوام الحياة، مصداقًا لقوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، مشيرًا إلى أن وحدة الأصل الإنساني تجعل الرجل والمرأة متساويين في المسؤولية والحقوق والواجبات.

وأضاف أن الإسلام حرر المرأة من قيود الجاهليات القديمة والحديثة، وانتشلها من الممارسات الجائرة للأديان المحرفة والعادات البالية، بعدما كانت تُعامل كمصدر عار أو سبب للفقر، بل وصل الأمر في بعض العصور إلى وأد البنات. وأكد أن الشريعة الإسلامية جاءت لتصون كرامتها، وتحظر إهانتها، وتساوي بينها وبين الرجل في التكاليف الشرعية والجزاء الأخروي.

وأشار المفتي إلى أن الإسلام بشّر من يحسن معاملة الأنثى بالجنة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهِنها، ولم يؤثر ولده – يعني الذكور – عليها، أدخله الله الجنة». كما شدد على أن معيار التفاضل بين البشر هو التقوى والعمل الصالح دون النظر إلى الجنس أو اللون أو العرق.

واستعرض فضيلته جملة من الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة منذ أربعة عشر قرنًا، ومنها: حق الإرث، وحق التعليم، وحق اختيار الزوج، وحق الذمة المالية المستقلة، حيث تتمتع بحرية التصرف في أموالها مع احتفاظها باسم عائلتها بعد الزواج حفاظًا على شخصيتها وهويتها.

واختتم المفتي محاضرته بالتأكيد على أن الإسلام أنصف المرأة أيما إنصاف، إذ حافظ على حياتها، وأقر بحقوقها، واعترف بفضلها، وجعلها شريكًا أساسيًا في مسؤولية البناء المجتمعي، وهو ما يرسخ مكانتها ويعزز دورها عبر مختلف المراحل بنتًا وأختًا وزوجة وأمًا.