آلاف الصرب يتظاهرون في بلجراد للمطالبة بالانتخابات المبكرة وذكرى حادث "نوفي ساد"

شهدت العاصمة الصربية بلجراد، اليوم الثلاثاء، مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين إحياءً لمرور عشرة أشهر على حادث سقوط مظلة في محطة قطار "نوفي ساد"، الذي أودى بحياة 16 شخصًا بينهم أطفال، فيما طالبت المسيرة بإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.

وبحسب إحصاء الشرطة الصربية، فقد شهدت صربيا خلال الأشهر العشرة الماضية أكثر من 23 ألف تظاهرة وعملية قطع طريق، بدءًا بتظاهرات صغيرة وانتهاء باحتجاجات ضخمة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، عقب الحادث المأساوي الذي وقع في نوفمبر 2024.

وأوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن هذه المسيرة تمثل أول تظاهرة كبرى في العاصمة بعد أعمال العنف التي رافقت عدة احتجاجات في أغسطس الماضي، حيث شهدت بعض المسيرات هجمات من مجموعات على المتظاهرين السلميين.

ويطالب المحتجون، الذين يقودهم الطلاب، بتحقيق شفاف في أسباب انهيار محطة "نوفي ساد"، التي كانت قد جُددت مؤخرًا من قبل اتحاد شركات أجنبية. وقد فتحت السلطات الصربية تحقيقين؛ الأول يركز على ملابسات الحادث، والثاني على جوانب الفساد المحتملة المتعلقة بالقضية، وأسفر الأخير عن اعتقال عدة أشخاص بينهم وزير سابق للاشتباه بتسهيل كسب غير مشروع يزيد على 18 مليون يورو لشركتين أجنبية مسؤولة عن تجديد المحطة.

منذ مايو الماضي، دخلت مطالب المتظاهرين في نطاق أوسع، إذ يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما رفضه الرئيس ألكسندر فوتشيتش، الذي أُعيد انتخابه عام 2022 لولاية مدتها خمس سنوات، مؤكدًا استمرار مؤامرة خارجية للإطاحة به.

وتميزت الاحتجاجات غالبًا بطابع سلمي، مع بعض حوادث العنف المحدودة التي وقعت في أغسطس الماضي، وسط جهود السلطات المحلية لتنظيم الأمن وحماية المشاركين في المسيرة.

تعتبر هذه الاحتجاجات واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في تاريخ صربيا، وتسلط الضوء على التوترات السياسية والاجتماعية المستمرة في البلاد بعد حادث "نوفي ساد"، وتأثيرها على المطالب الشعبية بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد.