
وزير التعليم: خطة ممتدة حتى 2027 لمواجهة ضعف مهارات القراءة والكتابة بين الطلاب

أكد الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن الوزارة وضعت خطة شاملة تستمر حتى عام 2027 تستهدف معالجة جذور مشكلات القراءة والكتابة لدى طلاب المرحلة الابتدائية، بما يضمن عدم تخرج أي طالب من المنظومة التعليمية دون امتلاك المهارات الأساسية في القراءة والفهم.
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي أقيمت ضمن احتفالية الانتهاء من المرحلة الأولى من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية وإطلاق المرحلة الثانية، بالشراكة مع منظمة اليونيسف وبدعم من التعاون الألماني ممثلًا في البنك الألماني للتنمية (KfW)، بمشاركة عدد من قيادات الوزارة وخبراء التعليم، وأدارها الإعلامي أسامة كمال.
تطوير شامل للمنظومة التعليمية
وأوضح الوزير أن الخطة تتضمن تطوير طرق التدريس وتدريب المعلمين، بجانب مواجهة مشكلة الكثافات داخل الفصول بالتعاون مع الشركاء الدوليين. وأضاف أن الوزارة لا تركز فقط على تنمية مهارات القراءة والكتابة، بل تمتد خطتها لتشمل تطوير قدرات الطلاب في مجالات التكنولوجيا والبرمجة والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع اليابان، فضلًا عن تطوير التعليم الفني بالشراكة مع ألمانيا وإيطاليا واليابان ليواكب المعايير الدولية.
وشدد عبد اللطيف على أن الهدف الأساسي هو ترسيخ ما وصفه بـ"القرائية"، أي تمكين الطلاب من القراءة والفهم والتعبير بشكل سليم، باعتبارها بوابة للتعلم المستمر والمشاركة الفعالة في المجتمع.
أرقام ودراسات ميدانية
من جانبه، كشف الدكتور رمضان محمد رمضان، مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي، أن دراسات المركز القومي للامتحانات أظهرت أن 45% من طلاب الصف الرابع الابتدائي يواجهون مشكلات في اللغة العربية. وأوضح أن البرنامج القومي شمل قياس مهارات اللغة لدى نحو 490 ألف تلميذ في 10 محافظات و59 إدارة تعليمية، بجانب تدريب 2000 موجه لدعم العملية التعليمية.
وأشار إلى أن الطلاب الذين يحصلون على أقل من 60% في تقييم اللغة العربية يخضعون لبرامج علاجية مكثفة تشمل التدريس التفاعلي، وإدخال الألعاب والمسابقات لتحفيزهم، مع تخصيص 60 ساعة تدريبية تستهدف خمس مهارات رئيسية، بينها الطلاقة في النطق والإملاء.
تحديات وحلول مبتكرة
أما الدكتورة هالة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، فأكدت أن أبرز التحديات تمثلت في عجز المعلمين وكثافة الفصول، مشيرة إلى أنه تم التغلب عليها بحلول غير تقليدية. وأوضحت أن البرنامج صُمم ليتناسب مع خصوصية البيئة المصرية، حيث جرى تدريب 5 آلاف معلم للغة العربية على التعامل مع الأطفال وتنمية مهاراتهم اللغوية.
وأضافت أن الوزارة عملت على توعية أولياء الأمور بالشراكة مع اليونيسف، بجانب تنظيم برامج علاجية داخل المراكز التعليمية يشارك فيها الطلاب وأولياء أمورهم، مما عزز من نجاح البرنامج واستدامة نتائجه.
شراكة ناجحة مع اليونيسف
من جانبه، أعرب شيراز شاكيرا، رئيس قسم التعليم في اليونيسف بمصر، عن تقدير المنظمة للشراكة مع وزارة التعليم، مؤكدًا أنها نموذج ناجح للتعاون في تطوير المنظومة التعليمية. وأشار إلى أن التقييمات التي أجريت قبل وبعد البرنامج أظهرت نتائج لافتة تؤكد فعاليته في تحسين أداء الطلاب.
إطلاق المرحلة الثانية
وشهدت الجلسة الإعلان عن انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي، والتي تستهدف توسيع نطاقه ليشمل جميع محافظات الجمهورية، مع إدراج الطلاب من ذوي الهمم، فضلًا عن تحفيز المعلمين المشاركين وتقديم الدعم الفني المستمر لهم.
واختتم وزير التعليم بتأكيد أن هذه الجهود تمثل جزءًا من رؤية شاملة لمستقبل التعليم في مصر، تقوم على إعداد جيل قادر على التعلم مدى الحياة، مدعومًا بمهارات لغوية ومعرفية
