الرئيس السيسي في قمة "بريكس": عجز مجلس الأمن قوّض الثقة في منظومة الأمم المتحدة

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع البريكس، والتي دعت إليها البرازيل بصفتها الرئيس الدوري الحالي للتجمع، لمناقشة التطورات الدولية الراهنة وتبادل الرؤى حول أبرز التحديات العالمية، خصوصًا تلك التي تواجه الدول النامية.

وفي كلمته، توجه الرئيس السيسي بالشكر إلى نظيره البرازيلي "لولا دا سيلفا" على دعوته لعقد القمة، مشيدًا بقيادته الحكيمة للتجمع والنجاح الذي حققته قمة "ريو" التي انعقدت في يوليو الماضي.

وأكد الرئيس أن العالم يشهد اليوم "ازدواجية فاضحة في المعايير، وانتهاكًا سافرًا للقانون الدولي، وإفلاتًا ممنهجًا من العقاب"، مشددًا على أن هذه الممارسات تُضعف أسس السلم والأمن الدوليين، وتعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، حيث يُستخدم العنف وفرض الإرادة كوسيلة لتحقيق المصالح على حساب الشرعية والعدالة.

وأضاف السيسي أن هذا الواقع أدى إلى تفاقم الأزمات وتصاعد النزاعات واندلاع الحروب، وما ترتب عليها من جرائم قتل وتدمير ستظل "وصمة عار تطارد مرتكبيها". كما أوضح أن هذا التراجع في الالتزام بالقانون الدولي قيد من قدرة المؤسسات الأممية على التصدي للقضايا العالمية الملحة.

وأشار الرئيس إلى أن مجلس الأمن الدولي يُعد "المثال الأبرز على حالة العجز التي يمر بها النظام الدولي"، معتبرًا أن تراجع فاعليته انعكس سلبًا على ثقة الدول في منظومة الأمم المتحدة. 

وقال السيسي إن تآكل مصداقية المجلس دفع العديد من الدول إلى المطالبة بإصلاح شامل لآليات عمله، بما في ذلك إلغاء حق النقض "الفيتو" الذي تحول – حسب وصفه – إلى "أداة لعزل المجلس عن الواقع الميداني وجعله عاجزًا عن أداء دوره المحوري في تسوية النزاعات ووقف الحروب".

وشدد الرئيس السيسي على أن مصر ترى ضرورة تعزيز التعاون داخل إطار البريكس بما يرسخ السلم العالمي، ويدعم الاستقرار والتنمية المستدامة، مؤكدًا أن إصلاح المنظومة الدولية بات أمرًا حتميًا لضمان عدالة النظام العالمي وتحقيق مصالح الشعوب النامية.