

بعد أنباء اغتياله بقطر.. من هو خليل الحية؟

وسط الدخان المتصاعد في سماء الدوحة والتقارير المتضاربة عن مصير قيادات حماس، برز اسم خليل الحية كأهم "الصيد الثمين" الذي سعت إسرائيل لتصفيته.
وهذا الرجل الذي بدأ مسيرته من مخيم الشاطئ في غزة، أصبح أحد أبرز وجوه المقاومة وأكثرها تأثيراً في المعادلة السياسية والعسكرية بالمنطقة.
النشأة والتكوين العلمي:
وُلد خليل إبراهيم الحية عام 1960 في مخيم الشاطئ للاجئين بغزة، حيث عاش طفولة صعبة تحت وطأة الاحتلال.
وحصل على البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1987، ثم الماجستير من الجامعة الأردنية عام 1989، ليُكمل رحلته العلمية بحصوله على الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم بالسودان عام 1997.
وانضم الحية لصفوف الانتفاضة الأولى عام 1987، وكان من المؤسسين الأوائل لحركة حماس.
واعتقلته سلطات الاحتلال لمدة ثلاث سنوات (1990-1993) بسبب نشاطه السياسي، حيث كان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس مجلس طلبة الجامعة الإسلامية ونائب رئيس الحركة الإسلامية في غزة.
وبعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، تولى الحية رئاسة الكتلة البرلمانية للحركة، ثم أصبح المتحدث الرسمي باسمها.
ويُعتبر من أبرز المفاوضين في صفوف الحركة، حيث قاد:
· مفاوضات تبادل الأسرى عام 2011 التي أفرجت عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط
· جولات التفاوض في القاهرة عامي 2012 و2014
· المحادثات الأخيرة في الدوحة خلال عام 2025
ودفع الحية ثمناً باهظاً لنضاله، حيث تعرض منزله في غزة للقصف مرتين:
· عام 2007: استشهاد عدة أفراد من أسرته
· عام 2014: تدمير منزله بالكامل خلال الحرب على غزة
وفي مايو 2025، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس علناً باغتياله، واصفاً إياه بـ"العقل المدبر للعمليات الإرهابية".
وتعتبره أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "هدفاً استراتيجياً" بسبب دوره في توجيه العمليات العسكرية وإدارة الملف التفاوضي.
وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران ويحيى السنوار في غزة، برز الحية كأبرز المرشحين لقيادة الحركة، مما يفسر محاولة اغتياله الأخيرة في الدوحة خلال اجتماع حول المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
وينتمي الحية للتيار المتشدد داخل حماس، ويتمتع بعلاقات قوية مع قطر وإيران.
ويُعرف بموقفه الرافض لأي تسوية سياسية لا تضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الكامل للأراضي الفلسطينية.
