
المفتي: يجوز للطبيب إفشاء سر المريض في حال تهديد حياة الآخرين
أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، الحكم الشرعي بشأن إفشاء الطبيب لأسرار مرضاه، وذلك ردًا على سؤال وُجّه إلى دار الإفتاء حول جواز كشف الطبيب عن أسرار المريض إذا كان في صمتِه ضرر محتمل على الآخرين.
وأكد المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء أن الأصل هو حرمة إفشاء الطبيب لأسرار المريض التي يطّلع عليها بحكم مهنته، مشددًا على أن كتمان السر واجب شرعي وأمانة يجب حفظها، إلا في حالة الضرورة القصوى. وأضاف أن الطبيب إذا تيقن من وقوع ضرر جسيم يهدد حياة الآخرين نتيجة إخفاء بعض المعلومات، فيتعين عليه حينها إبلاغ السلطات المختصة لدرء هذا الخطر، دون أن يُعد ذلك خيانة للأمانة.
وأشار المفتي إلى أن الشرع الحنيف جعل الأمانة من أعظم القيم التي تحفظ بها الحقوق، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]، كما نهى سبحانه عن خيانة الأمانة في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].
وأضاف أن مفهوم الأمانة واسع، ويشمل كل ما يجب على الإنسان حفظه وأداؤه، من ودائع وحقوق وواجبات، ومن أبرز صورها حفظ الأسرار، معتبرًا أن كتمان السر من أوكد أنواع الأمانة التي لا يجوز التهاون فيها إلا للضرورة القصوى.
واستشهد المفتي بقول الإمام أبو البقاء الكفوي الحنفي في كتابه الكليات: "كل ما افترض على العباد فهو أمانة كصلاة وزكاة وصيام وأداء دين، وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتم الأسرار".
