من بوينج إلى إف-35.. ترامب يكشف تفاصيل صفقات عسكرية وتجارية مع تركيا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيستضيف نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض يوم الخميس المقبل (25 سبتمبر)، في لقاء يُتوقع أن يتركز على ملفات التجارة والدفاع، وسط تطورات إقليمية حساسة تشمل أوكرانيا، غزة، والعلاقات مع إيران.

ونشر ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" تفاصيل عن صفقات كبرى يجري العمل عليها مع أنقرة، قائلًا: "نعمل على العديد من الصفقات التجارية والعسكرية مع أردوغان، بما في ذلك شراء طائرات بوينج على نطاق واسع، وصفقة كبيرة لطائرات إف-16، ومواصلة محادثات إف-35، التي نتوقع أن تنتهي بشكل إيجابي"، مشيرًا إلى متانة علاقته الشخصية بالرئيس التركي.

وتشير التصريحات إلى عودة أنقرة بقوة إلى مسار التعاون العسكري مع واشنطن، خاصة بعد سنوات من التوتر بسبب شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية "إس-400"، التي أدت إلى استبعادها من برنامج المقاتلة الشبح "إف-35".

وفي حال نجحت المحادثات، فقد يشكل ذلك تحولًا في العلاقات الدفاعية بين البلدين، مع تعزيز مكانة تركيا داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

لكن الملف يثير في المقابل مخاوف إسرائيل، التي عبّرت مرارًا عن قلقها من احتمال حصول تركيا على مقاتلات "إف-35" المتطورة، معتبرة أن ذلك قد يهدد تفوقها العسكري النوعي في المنطقة.

الحديث عن الصفقات مع أنقرة تزامن مع تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، كشف أن إدارة ترامب تسعى للحصول على موافقة الكونغرس على صفقة أسلحة ضخمة لإسرائيل بقيمة 6 مليارات دولار، تشمل تزويد تل أبيب بـ 30 طائرة أباتشي هجومية و3250 مركبة عسكرية.

ويعكس هذا المسار رغبة واشنطن في إدارة توازنات دقيقة بين حلفائها الأساسيين في الشرق الأوسط، عبر توسيع التعاون العسكري مع تركيا من جهة، وضمان استمرار التفوق الإسرائيلي من جهة أخرى.

ومن المرتقب أن يتناول لقاء ترامب وأردوغان ملفات إقليمية شائكة، بينها الوضع في غزة، الملف الإيراني، الحرب في أوكرانيا، وأمن الطاقة، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية التي تشمل عقودًا ضخمة مع شركة بوينج.

وبينما يقدم ترامب اللقاء على أنه تأكيد للعلاقة الشخصية الجيدة مع أردوغان، يرى مراقبون أن الصفقات العسكرية المطروحة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، خصوصًا إذا نجحت تركيا في العودة إلى برنامج إف-35 الذي تطمح أنقرة منذ سنوات لاستعادته.