الوزراء: السياحة العالمية تحقق نموًا بنسبة 5% في النصف الأول من 2025

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على حركة السياحة العالمية خلال النصف الأول من عام 2025، مشيرًا إلى نمو ملحوظ في أعداد الوافدين والإيرادات عبر معظم المناطق، رغم التحديات المرتبطة بارتفاع التكاليف والتوترات الاقتصادية والجيوسياسية. وأكد التقرير الصادر عن منظمة السياحة العالمية بعنوان "ارتفاع السياحة العالمية بنسبة 5% في النصف الأول من عام 2025 رغم التحديات العالمية"، على استمرار مرونة الطلب العالمي على السفر خلال الفترة المتبقية من العام.

وأوضح التقرير أن أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ سجلت أقوى معدلات نمو، بينما واصلت أوروبا والأمريكتان والشرق الأوسط تعافيها بوتيرة متفاوتة. وبلغ عدد السياح الدوليين نحو 690 مليون شخص، بزيادة 33 مليون سائح مقارنة بنفس الفترة من 2024، ما انعكس إيجابيًا على الاقتصاديات المحلية وتوليد فرص العمل وتعزيز مصادر الدخل، مع الحاجة لضمان استدامة هذا التوسع.

وأشار التقرير إلى أن أفريقيا سجلت أعلى أداء عالمي بزيادة 12%، حيث ارتفعت الوافدات في شمال إفريقيا بنسبة 14% وفي إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 11%. وفي أوروبا، استقبلت نحو 340 مليون سائح، بزيادة 4% عن 2024 و7% عن مستويات 2019، مع استمرار التعافي القوي في أوروبا الشرقية والوسطى (+9%) رغم بقائها دون أرقام ما قبل الجائحة بنسبة 11%.

وفي القارة الأمريكية، ارتفعت الوافدات بنسبة 3%، مع تباين النتائج بين الأقاليم، حيث سجلت أمريكا الجنوبية نموًا قويًا بلغ 14%، وأمريكا الوسطى 2%، فيما بقيت الأرقام شبه مستقرة في أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي. أما الشرق الأوسط، فسجل انخفاضًا 4% مقارنة بالنصف الأول من 2024، لكنه يظل أعلى من مستويات 2019 بنسبة 29%.

وعلى صعيد آسيا والمحيط الهادئ، ارتفع عدد السياح بنسبة 11%، بما يعادل 92% من مستويات ما قبل الجائحة، مع تسجيل شمال شرق آسيا أفضل أداء (+20%)، وبرزت وجهات مثل اليابان (+21%)، فيتنام (+21%)، كوريا الجنوبية (+15%)، المغرب (+19%)، والمكسيك وهولندا (+7%) كمحركات رئيسة للنمو، إلى جانب زيادة ملحوظة في ماليزيا وإندونيسيا وهونغ كونغ.

وسجلت حركة الطيران الدولي نموًا بنسبة 7% خلال الفترة نفسها، فيما بلغ معدل الإشغال في مؤسسات الإقامة 69% في يونيو 2025 قبل أن يرتفع إلى 71% في يوليو. كما حققت اليابان زيادة في العائدات السياحية بنسبة 18%، وفرنسا 9%، وإسبانيا وتركيا 8% لكل منهما، بينما برزت الصين والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية كمصادر رئيسة للإنفاق السياحي الخارجي.

ورغم هذه النتائج الإيجابية، أشار التقرير إلى تحديات ارتفاع تكاليف النقل والإقامة، وتوقع انخفاض تضخم السياحة من 8% في 2024 إلى 6.8% في 2025، لكنه يظل أعلى من مستويات ما قبل الجائحة (3.1%). وأوضح أن التوترات الاقتصادية والجيوسياسية تؤثر على ثقة المستهلكين، فيما أظهر مؤشر الثقة السياحية للأمم المتحدة ارتفاعًا طفيفًا للفترة سبتمبر-ديسمبر 2025، حيث بلغ 120 مقابل 114 في الأشهر السابقة.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن نحو نصف الخبراء يتوقعون تحسن أداء القطاع خلال الفترة المتبقية من العام، بينما يرى 33% ثبات الأداء، و16% تراجعًا، ما يعكس تقديرات إيجابية حذرة مدعومة باستمرار مرونة الطلب على السفر عالميًا.