توقعات بزيادة أسعار العقارات 15 – 18% سنويًا خلال الفترة المقبلة

أكد أيمن سامي، مدير مكتب شركة "جي إل إل" (JLL) للاستشارات العقارية، في القاهرة، أن السوق العقارية المصرية تمر بتحديات ملحوظة، لكنها لا تصل إلى مستوى المخاطر. وأوضح أن أبرز هذه التحديات تتمثل في استمرار أسعار الفائدة المرتفعة، وتداعيات تحرير سعر الصرف، وارتفاع تكاليف التنفيذ بعد البيع، ما أربك خطط عدد كبير من المطورين العقاريين.

وأشار سامي، على هامش معرض "سيتي سكيب"، إلى أن تلك العوامل انعكست على حركة المبيعات، حيث شهدت السوق الأولية تباطؤًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، الذي كان استثنائيًا نتيجة اندفاع المستثمرين للشراء خوفًا من التضخم والتعويم وارتفاع الفائدة. ومع ذلك، شدد على أن حركة البيع لم تتوقف، لكنها أصبحت أبطأ، بينما استمرت الأسعار في الصعود.

وأوضح أن أسعار الوحدات السكنية في السوق الأولية ارتفعت خلال العام الجاري بنسبة تتراوح بين 16% و18%، وهي زيادة وصفها بـ"الطبيعية" كونها تتماشى مع معدلات التضخم التي تدور حول 15%. كما لفت إلى أن سياسات المطورين لا تسمح بخفض الأسعار، إذ يتم طرح كل مرحلة جديدة بسعر أعلى من السابقة، وهو اتجاه يتوقعه المشترون أنفسهم، مشيرًا إلى أن التراجع في الأسعار لا يحدث إلا إذا شهد سعر الصرف تغيرات جوهرية.

وتوقع سامي أن تواصل الأسعار ارتفاعها خلال الفترة المقبلة بوتيرة سنوية تتراوح بين 15% و18%، ما يعكس الاتجاه التقليدي للسوق المصرية، مؤكدًا أن أي استقرار للأسعار سيكون مؤقتًا قبل العودة للصعود على المدى المتوسط والطويل.

وعن السوق الثانوية (إعادة البيع)، أوضح أن بعض الملاك اضطروا لتعديل أسعارهم بعد المبالغة فيها، إذ لم يتحرك الطلب عند تلك المستويات، ما أجبر البعض على الانتظار أو البيع بسعر أقل في حال الحاجة للسيولة.

وفي ما يتعلق بمخاوف خروج الشركات من السوق، استبعد سامي حدوث ذلك على نطاق واسع، مشددًا على أن الدولة تعتبر القطاع العقاري أحد أعمدة الاقتصاد المصري، ولن تسمح بخروج الشركات الكبرى، بل قد تتدخل أو تشجع على الاندماجات إذا لزم الأمر.

كما أكد أن السوق لا يزال جاذبًا للاستثمارات الجديدة، موضحًا أن المشترين ينقسمون إلى فئتين: المستخدم النهائي الباحث عن سكن، والمستثمر الساعي إلى عوائد سريعة. وأشار إلى أن العام الماضي شهد مكاسب قياسية تراوحت بين 100% و170% في بعض الحالات، ما جذب المستثمرين بقوة، إلا أن السوق الآن عاد ليسجل طلبًا أساسيًا من المستخدمين النهائيين.