في ذكرى ميلاده.. صدمات شكلت حياة علاء ولي الدين "ناظر الكوميديا"

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الراحل علاء ولي الدين، أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما المصرية خلال التسعينيات وبداية الألفية، والذي ما تزال أعماله محفورة في ذاكرة الجمهور العربي رغم قصر مشواره الفني ورحيله المبكر.

وُلد علاء ولي الدين في مثل هذا اليوم، ولقبه الجمهور والنقاد بـ"ناظر الكوميديا"، نسبة إلى أحد أشهر أدواره في فيلم "الناظر"، الذي أصبح علامة في تاريخ السينما الكوميدية المصرية.

ورغم رحيله المفاجئ في 11 فبراير 2003، ما زال حضوره حاضرًا على شاشات التلفزيون بأعمال ناجحة مثل "عبود على الحدود"، "الناظر"، "ابن عز"، و"رحلة حب".

وكان آخر أعماله المسرحية، مسرحية "لما بابا ينام" التي عرضت قبل وفاته، وشارك في بطولتها نخبة من النجوم مثل يسرا، حسن حسني، هشام سليم، وأشرف عبد الباقي، ومن إخراج خالد جلال.

وكان الفنان الراحل يستعد لتصوير فيلم "عربي تعريفة" إلى جانب شريف منير وحنان ترك، إلا أن القدر لم يمهله، وتوقف المشروع إلى أجل غير مسمّى.

لم تكن حياة علاء ولي الدين خالية من الصعوبات، بل واجه عدة صدمات قوية منذ طفولته، كان أبرزها وفاة والده وهو لم يبلغ من العمر 15 عامًا، وهي الحادثة التي شكلت نقطة تحول كبيرة في شخصيته، كما يروي شقيقه معتز ولي الدين في كتاب "في بيوت الحبايب" للكاتبة زينب عبد اللاه.

يقول معتز: "كنا ثلاثة أولاد صغار وعلاء كان أكبرنا.. والدي توفي فجأة وهو في عمر 48 عامًا، وأصبح علاء هو الأب والأخ والمسؤول عنا، رغم أنه لم يتجاوز سن 14 عامًا".

وأضاف: "تحمّل علاء مسؤولية الأسرة بالكامل، فعمل في أكثر من وظيفة بينها مطاعم وفنادق، حتى يساعد والدتنا في مصاريف الحياة رغم وجود معاش للوالد".

وتابع: "والدتي كانت في الـ38 من عمرها فقط وقتها، والصدمة غيّرتنا كلنا، لكنها جعلت من علاء رجلًا مبكرًا وقائدًا للعائلة".

في بداية مشواره الفني، واجه علاء ولي الدين صعوبات في القبول بـمعهد الفنون المسرحية، حيث خضع لاختبارات القبول عدة مرات قبل أن يتمكن من اجتيازها، ما كان سببًا في شعوره بالإحباط، إلا أن إصراره أوصله إلى مكانة لم يصلها كثيرون.

رغم هذه التحديات، تمكّن علاء من حفر اسمه في سجل نجوم الكوميديا المصرية، ليترك إرثًا فنيًا نادرًا من حيث البساطة والصدق، ويظل اسمه مرتبطًا بالضحكة الصادقة والقلب الطيب.