
الفن المصري يوثق بطولات أكتوبر.. من “الرصاصة لا تزال في جيبي” إلى “الممر” ذاكرة السينما التي لا تنطفئ

منذ اللحظة التي دوّى فيها نداء النصر في السادس من أكتوبر، لم يكتفِ التاريخ وحده بتوثيق الحدث، بل حمل الفن المصري على عاتقه مسؤولية حفظ تفاصيل تلك الملحمة الخالدة، لتصبح السينما والمسرح والتلفزيون مرآةً لذاكرة وطنية لا تشيخ. لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل صفحة عزّ سطرها الجنود بالدم، وحفظها الفنانون بالصورة والكلمة والمشهد.
الفن المصري، بحسه الوطني العالي، لم يترك شبرًا من قصة النصر إلا وأعاد روايتها على طريقته؛ من المخابرات إلى الجبهة، ومن الخندق إلى قلب العائلة المصرية.
أفلام مثل "إعدام ميت" و"الصعود إلى الهاوية" و"الطريق إلى إيلات" والرصاصة لا تزال في جيبي" كانت أكثر من مجرد أعمال درامية، بل رسائل وعي وحب للوطن.
ففي فيلم "إعدام ميت"، تجلت عبقرية المخابرات المصرية في مواجهة العدو، بينما قدّم "الطريق إلى إيلات" نموذجًا لبطولات الضفادع البشرية التي سطرت المجد تحت سطح البحر. أما "الصعود إلى الهاوية" فسلّط الضوء على الحرب الخفية خلف الخطوط، من خلال قصة الجاسوسة الإسرائيلية “هبة سليم”، التي كشفت عن ذكاء المخابرات المصرية وقوة إرادتها.
ولأن الفن لا يعرف التوقف عند الماضي، جاء فيلم "الممر" عام 2019 ليعيد للأجيال الجديدة مشهد العبور من الهزيمة إلى النصر، مجسدًا الروح القتالية التي سبقت أكتوبر العظيم، في عمل ضخم تخطت ميزانيته مئة مليون جنيه.
لقد أثبتت السينما المصرية أنها لم تكن مجرد وسيلة ترفيه، بل سجل وطني حيّ ينقل للأجيال القادمة معنى التضحية والانتماء، لتبقى حرب أكتوبر منبعًا لا ينضب للإلهام الفني، وشاهدًا خالدًا على أن الكاميرا أيضًا سلاح لا يُهزم.
