وفاة الشاب عبد الله بطل إنقاذ مسنة من حريق فيصل متأثرًا بإصاباته الخطيرة

توفي مساء اليوم السبت الشاب عبد الله السيد، الذي اشتهر بلقب بطل إنقاذ مسنة من حريق عقار فيصل، بعد صراع استمر أيامًا داخل المستشفى، إثر إصابته بحروق بالغة من الدرجة الثالثة غطت أكثر من نصف جسده.

وكشف التقرير الطبي الصادر عن المستشفى أن سبب الوفاة يرجع إلى هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب ووظائف المخ العليا، مشيرًا إلى أن عبد الله كان يعاني من حروق لهبية واستنشاقية عميقة بنسبة 53% في الوجه والرقبة والجذع والظهر والذراعين والساقين.

وأوضح التقرير أن الوفاة وقعت في الساعة الرابعة عصر اليوم السبت، رغم محاولات الإنعاش القلبي الرئوي التي لم تُجدِ نفعًا، مؤكدًا أن الفريق الطبي قدم للمصاب جميع الإسعافات والتحاليل والإشعاعات اللازمة، مع غيار دوري ومتابعة دقيقة للحالة داخل العناية المركزة.

وكان عبد الله قد تصدر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد انتشار مقطع مصور يظهره وهو يخاطر بحياته لإنقاذ سيدة مسنة من حريق هائل اندلع في أحد العقارات السكنية بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة.

وروى نجل عم الراحل تفاصيل الواقعة، قائلاً إن الحريق بدأ داخل محل ملابس في الطابق الأرضي، قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى بقية الأدوار. وأضاف أن عبد الله لم يتردد لحظة عندما شاهد السيدة عالقة داخل الشقة، فدخل من مبنى مجاور عبر النوافذ ليصل إليها.

وتابع: «عبد الله شال السيدة على كتفه وسط النيران، وحاول الصعود بها إلى سطح العقار، لكنه فوجئ بأن الباب العلوي مغلق، فاضطر للنزول مرة أخرى وسط اللهب، ما أدى لإصابته بحروق من الدرجة الثالثة».

وأشار إلى أن البطل الراحل خضع لعمليتين جراحيتين داخل مستشفى أهل مصر، إحداهما عملية ترقيع جلد، فيما لا تزال السيدة التي أنقذها تتلقى العلاج داخل قسم العناية المركزة.

رحل عبد الله تاركًا خلفه قصة إنسانية تجسد أسمى معاني الشجاعة والتضحية، بعدما وهب حياته لإنقاذ روح أخرى من الموت المحقق.