
خبير استراتيجي: اتفاق شرم الشيخ لا يزال في مرحلته الأولى.. وتسليم سلاح حماس أبرز التحديات المقبلة
أكد الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد مجاهد الزيات، عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن اتفاق شرم الشيخ ما زال في مرحلته الأولى، موضحًا أن هذه المرحلة تتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين والجثامين، ودخول الشاحنات الإغاثية، وإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية لقطاع غزة.
وأوضح الزيات، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم ببرنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أن المرحلة الأولى لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن المراحل التالية ستكون أكثر تعقيدًا، إذ من المقرر أن تتناول قضايا حساسة تتعلق بـ تسليم حركة حماس لسلاحها، وتحديد الجهة التي ستتسلمه، إضافة إلى تشكيل إدارة للإشراف على تنفيذ الترتيبات داخل القطاع، وهي ملفات شائكة تتطلب تنسيقًا دبلوماسيًا بين مصر وقطر وتركيا.
وأضاف الخبير الاستراتيجي أن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من معبر رفح سيمهد الطريق لتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، تتولى التفاوض مع حركة حماس بشأن آلية تسليم السلاح وتطبيق بنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن هذه اللجنة لم تُشكل بعد.
وكشف الزيات أن الإدارة المزمع تشكيلها ستضم شخصيات فلسطينية مستقلة وتقنية من الداخل والخارج، لا تنتمي لأي فصيل سياسي، على أن تكون برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بهدف ضمان الإشراف الدولي على تنفيذ الترتيبات الأمنية والسياسية في القطاع.
وأشار الزيات إلى أن تصريحات حركة حماس الأخيرة تبدو متناقضة مع مواقفها السابقة بشأن مسألة تسليم السلاح، ما يعكس حجم التعقيدات التي تواجه المرحلة المقبلة من الاتفاق، والتي ستتطلب جهودًا مكثفة من الوسطاء الإقليميين لتقريب وجهات النظر بين الأطراف.
واختتم الزيات حديثه بالتأكيد على أن اتفاق شرم الشيخ يمثل خطوة أولى نحو التهدئة الشاملة في المنطقة، لكنه شدد على أن نجاحه مرهون بمدى التزام الأطراف ببنوده واستمرار الدور الفاعل للوساطة المصرية لضمان الانتقال السلس إلى المراحل التالية من الاتفاق.
