بالزي الصحفي.. تشييع جثمان صالح الجعفراوي بعد استشهاده في غزة

خيم الحزن على الأوساط الصحفية والإعلامية الفلسطينية والعربية، اليوم الأحد، بعد إعلان استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي أثناء تأديته عمله الإعلامي في مدينة غزة، حيث شيّع جثمانه إلى مثواه الأخير وهو يرتدي زيه الصحفي الكامل الذي لازمَه خلال تغطيته اليومية لأحداث الحرب ومعاناة المدنيين في القطاع.

ونشرت الصفحة الرسمية للصحفي الراحل على موقع فيسبوك مقاطع مصوّرة من مراسم التشييع، التي شهدت حضوراً واسعاً من الصحفيين والأصدقاء وأفراد عائلته، الذين ودعوه بالدموع والهتافات التي تمجد دوره في نقل الحقيقة رغم المخاطر التي واجهها على مدار العامين الماضيين من الحرب في غزة.

وكانت أنباء استشهاد الجعفراوي قد انتشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من انقطاع الاتصال به أثناء تغطيته الميدانية. وكتب الصحفي الفلسطيني عبد العطار، زميل الجعفراوي، عبر حسابه على “إنستغرام”:"الزميل والصديق صالح الجعفراوي مقطوع الاتصال معه منذ ساعات أثناء التغطية الإعلامية في مدينة غزة، ولا توجد أي معلومات مؤكدة عن مصيره، دعواتكم له ونسأل الله له السلامة".

لكن بعد وقت قصير، عاد عبد العطار ليؤكد نبأ استشهاده، قائلاً بحزن بالغ:"رحل صالح وهو يؤدي رسالته المهنية بكل شجاعة، لقد كان مثالا للإصرار على توثيق الحقيقة رغم الخطر".

وأكدت مصادر صحفية محلية أن الجعفراوي تعرض للاختطاف لفترة وجيزة قبل العثور على جثمانه، وتبيّن لاحقاً أنه أصيب بسبع رصاصات قاتلة أودت بحياته على الفور.

يُذكر أن صالح الجعفراوي (26 عاماً) كان أحد أبرز الوجوه الإعلامية الشابة في غزة، وقد لمع اسمه خلال الحرب الأخيرة بفضل مقاطع الفيديو التي وثق فيها الدمار والمعاناة الإنسانية داخل القطاع.

ونجح في كسب جمهور واسع من المتابعين على منصات التواصل، حيث تجاوز عدد متابعيه على إنستغرام ثلاثة ملايين شخص.

وكان الجعفراوي يردد في مقابلاته الأخيرة أنه “صحفي حر، لا ينتمي لأي فصيل سياسي”، مؤكداً أن هدفه هو نقل الواقع الإنساني للعالم دون تزييف. كما كان من الصحفيين الذين تعرضوا لتهديدات إسرائيلية مباشرة بسبب تقاريره الميدانية التي أظهرت حجم الدمار في غزة.

برحيله، فقدت الساحة الإعلامية الفلسطينية أحد أبرز الأصوات الشجاعة التي حملت الكاميرا في وجه الخطر، لتبقى صوره ولقطاته شاهداً على ثمن الحقيقة في زمن الحرب.