باسم يوسف: الاحتلال الإسرائيلي روّج الأكاذيب في الغرب حول أحداث 7 أكتوبر لخدمة دعايته الإعلامية

علّق الإعلامي الساخر باسم يوسف على الجدل الواسع الذي أثارته مقابلته الشهيرة مع الإعلامي الأمريكي بيرس مورجان، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أساليب تضليل إعلامي مشابهة لتلك التي اعتمدتها الولايات المتحدة أثناء غزو العراق لترويج روايات مغلوطة عن أحداث 7 أكتوبر.

وقال يوسف خلال ظهوره في فقرة ببرنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة ON، إن الاحتلال يكرر منهج "الصدمة والرعب" في المجال الإعلامي، موضحًا أن إسرائيل تتعمد نشر أكاذيب كبيرة ومروعة تثير الخوف في نفوس الناس حتى تظل راسخة في أذهانهم، وتحرص على توجيه رسالة واحدة واضحة تمنع أي نقاش خارج إطارها، مما يعزز إحساس المظلومية ويجعل الناس تشعر بالذنب إذا حاولت معرفة الحقيقة.

وأضاف أن هذه الأكاذيب تُستخدم لكسب الوقت وتغيير الحقائق على الأرض قبل أن تتكشف الصورة الكاملة، لافتًا إلى أن الاحتلال يروج لتصريحات ومكاسب وهمية لتبرير جرائمه ضد المدنيين في غزة، مؤكدًا أن كثيرًا من التصريحات الأوروبية بشأن وقف إمدادات السلاح لإسرائيل لا تنعكس فعليًا على أرض الواقع.

واستعاد يوسف مشاهد تاريخية مشابهة من الإعلام الغربي، مستشهدًا بحرب رواندا، مؤكدًا أن طبيعة التغطية الإعلامية تختلف باختلاف الزاوية والمصدر، موضحًا أن كل جهة تقدم روايتها الخاصة للأحداث وكأن كل شخص يشاهد شاشة مختلفة تصنع له حقيقة مغايرة.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استغل الساعات الأولى من أحداث 7 أكتوبر لبث روايات مروعة عن اغتصابات وقتل أطفال، وهي القصص التي ما زالت تؤثر على الرأي العام الغربي حتى اليوم، ما ساهم في ترسيخ صورة مضللة بأن إسرائيل تدافع عن نفسها.

وأوضح أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استند مؤخرًا إلى هذه الروايات حين تحدث عن الإبادة في غزة، وقال إنه شاهد صورًا لأطفال إسرائيليين مقطوعي الرأس في 7 أكتوبر، رغم أن تلك القصص لا أساس لها من الصحة.

وأكد باسم يوسف أن هذه الأساليب ليست جديدة في التاريخ الأمريكي، إذ استخدمت سابقًا لتبرير جرائم ضد مجتمعات السود، مشيرًا إلى أن إشاعة واحدة عن أن رجلًا أسود اعتدى على امرأة بيضاء كانت كفيلة بإشعال موجات غضب أدت إلى تدمير مدن بأكملها.

واختتم يوسف حديثه بالتأكيد على أن الدعاية الإسرائيلية تعتمد على الحرب النفسية والتلاعب بالعواطف لخلق تعاطف مزيف مع الاحتلال، مشددًا على أهمية الوعي الإعلامي في مواجهة تلك الأكاذيب التي تُستخدم لتبرير القتل تحت غطاء "الدفاع عن النفس".