القبض على ابن عم بشار الأسد في اللاذقية.. خطوة غير مسبوقة تطال عائلة الرئيس السابق

في تطور لافت داخل المشهد السوري، أعلنت مصادر أمنية عن إلقاء القبض على نمير بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وذلك في مدينة اللاذقية، ضمن عملية أمنية وُصفت بأنها الأولى من نوعها ضد أحد رموز العائلة الحاكمة السابقة التي سقط نظامها رسميًا في ديسمبر 2024.

ووفقًا لتقارير محلية نقلتها وسائل إعلام سورية، فإن جهاز الأمن الداخلي في اللاذقية نفذ العملية فجر اليوم الخميس، وسط تكتم شديد من السلطات المؤقتة التي لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي حول ملابسات التوقيف أو التهم الموجهة إلى نمير الأسد.

وتزامن هذا التطور مع زيارة رئيس السلطة المؤقتة في سوريا أحمد الجولاني إلى العاصمة الروسية موسكو قبل أيام، حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مباحثات مغلقة تناولت مستقبل العلاقات بين البلدين. 

وبحسب تسريبات إعلامية، فإن الجولاني طلب من بوتين تسليم الرئيس السابق بشار الأسد إلى السلطات في دمشق، في خطوة قد تعيد خلط الأوراق السياسية في الساحة السورية.

وتعيش عائلة الأسد – بحسب تقارير غير رسمية – في عزلة تامة داخل شقة فاخرة بأحد أبراج موسكو تحت حراسة أمنية روسية مشددة. كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن بشار الأسد نجا مؤخرًا من محاولة اغتيال عبر التسميم، دون تأكيد مستقل من مصادر رسمية أو روسية.

ويرى مراقبون أن اعتقال نمير الأسد قد يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز البعد الجنائي، إذ يُعتقد أن الخطوة تمثل رسالة من السلطة المؤقتة مفادها أن مرحلة ما بعد الأسد تمضي نحو تفكيك إرث النظام السابق ومحاسبة رموزه، خاصة في ظل سعي الحكومة الجديدة إلى تعزيز شرعيتها الداخلية والدولية.

وتأتي هذه الخطوة بعد تنامي الحديث عن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية داخل سوريا، وإبعاد الشخصيات المرتبطة بالعائلة الحاكمة السابقة عن مواقع النفوذ، تزامنًا مع جهود موسكو لتثبيت نفوذها في الملف السوري.

نقاشات موسكو حول الجنوب السوري

وفي سياق آخر، كشفت وكالة "رويترز" أن المباحثات الروسية السورية تطرقت أيضًا إلى الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب السوري، حيث طالب الجولاني بإعادة نشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لردع الغارات الإسرائيلية المتكررة على المنطقة الحدودية، مؤكدًا رفض دمشق لمقترح إقامة منطقة منزوعة السلاح واسعة جنوب البلاد.