أوربان: بودابست "الوحيدة القادرة" على استضافة لقاء ترامب وبوتين في أوروبا

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اليوم الجمعة، أن العاصمة بودابست ستكون الدولة الأوروبية المضيفة للقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن بلاده أصبحت "المكان الوحيد في أوروبا القادر على احتضان مثل هذا الاجتماع التاريخي".

وأوضح أوربان، في تصريحات أدلى بها لإذاعة الدولة المجرية، أن اللقاء سيُعقد خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرًا إلى أن الموقف السياسي لبلاده الرافض لتقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا جعل من المجر "أرضًا محايدة ومؤهلة للحوار من أجل السلام"، على حد تعبيره. وأضاف: "بودابست اليوم هي المكان الوحيد في أوروبا الذي يمكن أن يعقد فيه مثل هذا الاجتماع، لأننا الدولة الوحيدة التي دعت علنًا للسلام خلال السنوات الثلاث الماضية".

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من تصريح ترامب حول نيته عقد اجتماع جديد مع بوتين قبل لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، دون تحديد موعد دقيق للمحادثات مع الزعيم الروسي. ويُنظر إلى هذا اللقاء المرتقب على أنه محاولة جديدة من ترامب لإثبات قدرته على "إنهاء الحرب في أوكرانيا"، وهي الورقة التي يركز عليها ضمن حملته الانتخابية الحالية.

يُذكر أن الاجتماع السابق بين ترامب وبوتين، الذي عُقد في أغسطس الماضي بولاية ألاسكا، فشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، ما جعل اللقاء الجديد في بودابست محط أنظار المجتمع الدولي.

وتحمل استضافة العاصمة المجرية لهذا اللقاء رمزية خاصة، إذ كانت بودابست عام 1994 شاهدة على توقيع "مذكرة بودابست" التي منحت أوكرانيا ضمانات بسيادتها مقابل تخليها عن ترسانتها النووية، وهي المذكرة التي يعتبرها الأوكرانيون اليوم "وعدًا منقوصًا" بعد الغزو الروسي لأراضيهم عام 2022.

ورغم أن أوربان يقدم نفسه كـ"داعية للسلام"، فإن مواقفه تثير جدلاً واسعًا داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يتهمه منتقدوه بالانحياز لموسكو وتقويض وحدة الصف الأوروبي في مواجهة روسيا. فمنذ اندلاع الحرب، رفضت المجر السماح بمرور الأسلحة إلى أوكرانيا عبر أراضيها، كما لوّحت باستخدام الفيتو ضد العقوبات الأوروبية على روسيا، وزادت وارداتها من الغاز والنفط الروسيين.

وكشف أوربان أنه تحدث مع ترامب مساء الخميس، وأنه سيجري اتصالًا مباشرًا مع بوتين صباح الجمعة، مؤكدًا أن استضافة اللقاء تمثل "إنجازًا سياسيًا شخصيًا" له، مضيفًا: "لا أحد يتذكر متى كانت آخر مرة شهدت فيها المجر حدثًا دبلوماسيًا بهذا الحجم، نحن لا نستضيف فحسب، بل نشارك في صناعة حدث تاريخي".