«أفغانستان ترسل وفدًا إلى قطر لبحث وقف التصعيد العسكري مع باكستان»

أعلنت حركة طالبان في أفغانستان عن مغادرة وفد رسمي برئاسة وزير الدفاع مولوي محمد يعقوب مجاهد إلى العاصمة القطرية الدوحة، لبدء جولة مفاوضات جديدة مع الحكومة الباكستانية تهدف إلى وضع حد للتوترات العسكرية المتصاعدة بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحركة، في بيان رسمي، إن الجولة تأتي في إطار جهود أفغانستان لتسوية الخلافات مع باكستان عبر الحوار، مشيرًا إلى أن التحركات العسكرية الأخيرة على الحدود "أدت إلى تصعيد غير مبرر يهدد استقرار المنطقة".

وأوضح مجاهد أن القوات الباكستانية شنت غارات جوية ليل الخميس على مناطق مدنية في ولاية باكتيكا شرقي أفغانستان، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، واصفًا تلك العمليات بأنها "انتهاك صارخ لسيادة أفغانستان وجرائم متكررة ضد الشعب الأفغاني".

وأضاف المتحدث باسم طالبان أن "مثل هذه الأفعال تمثل استفزازًا متعمدًا ومحاولة لإطالة أمد الحرب بين البلدين"، مؤكدًا أن الإمارة الإسلامية "تحتفظ بحق الرد على أي عدوان عسكري، لكنها في الوقت نفسه تحرص على إنجاح المفاوضات الجارية، احترامًا لفريقها التفاوضي وسعيًا لتحقيق السلام الإقليمي".

وشدد مجاهد على أن أفغانستان تؤمن بالحلول السلمية وبأهمية الأمن المشترك في المنطقة، معتبرًا أن التصعيد الأخير "ناجم عن عدوان الجانب الباكستاني، وليس نتيجة لأي تحركات أفغانية".

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين كابول وإسلام آباد توترًا متزايدًا، بعد سلسلة من الاشتباكات الحدودية والغارات الجوية المتبادلة، التي أوقعت خسائر بشرية ومادية على الجانبين. ويرى مراقبون أن استضافة قطر لهذه المفاوضات تعكس رغبة الأطراف الإقليمية في تجنب اندلاع صراع مفتوح بين البلدين، لما قد يحمله من تداعيات أمنية واسعة في جنوب آسيا.