

توتر عسكري في الكاريبي.. ترامب ومادورو على حافة المواجهة

تشهد منطقة البحر الكاريبي توترًا متصاعدًا بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو في حشد قواتهما العسكرية، ما يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة في نصف الكرة الغربي.
ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، يدرس ترامب اتخاذ إجراء عسكري مباشر داخل فنزويلا، وأصدر أوامر بإرسال قاذفات “بي-52” الاستراتيجية إلى المنطقة هذا الأسبوع، في خطوة يُنظر إليها على أنها استعراض قوة ورسالة ردع ضد حكومة مادورو.
في المقابل، لم يتأخر مادورو في الرد، إذ أعلن إعادة تمركز قواته العسكرية وتعبئة ما وصفه بـ“ملايين الميليشيات الشعبية”، متهمًا واشنطن بانتهاك سيادة بلاده والتخطيط لانقلاب جديد.
وقالت الحكومة الفنزويلية إن هذه التحركات تأتي ضمن خطة دفاعية أطلقت عليها اسم “استقلال 200”، وتهدف إلى حماية الأراضي الفنزويلية من أي "عدوان خارجي محتمل"، بحسب وصفها.
وأفادت تقارير إعلامية بأن إدارة ترامب أقرت في اجتماعات مغلقة بأن الحملة الأمريكية المتصاعدة تهدف إلى إطاحة مادورو، وهو هدف ظل قائمًا منذ الولاية الأولى لترامب عام 2019 عندما اعترف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا.
وفي الأسابيع الأخيرة، نشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية وأسلحة ثقيلة قرب السواحل الفنزويلية، بزعم ملاحقة قوارب مرتبطة بعمليات تهريب مخدرات. كما اعترف ترامب علنًا بأنه منح وكالة المخابرات المركزية (CIA) تفويضًا بتنفيذ عمليات سرية داخل الأراضي الفنزويلية، مؤكدًا أن واشنطن “تسيطر تمامًا على البحر”.
وفي تصريحات مثيرة، قال ترامب: “ندرس التدخل البري الآن، لأننا نملك السيطرة الكاملة على البحر الكاريبي”.
أما مادورو، فأعلن أن قواته المسلحة تضم أكثر من 8 ملايين مقاتل احتياطي، رغم أن خبراء عسكريين شككوا في صحة هذه الأرقام وفي قدرات التدريب والتسليح للميليشيات الشعبية التي يعتمد عليها النظام الفنزويلي.
وتشير تقارير “سي إن إن” إلى أن 20 ولاية فنزويلية من أصل 23 أصبحت مسلحة ضمن خطة التعبئة الوطنية. كما أكدت أن واشنطن تعمل منذ أشهر على تهيئة الرأي العام الأمريكي لأي تحرك عسكري، عبر ربط مادورو بتجار المخدرات والمنظمات التي تصنفها الولايات المتحدة كـ“جماعات إرهابية” تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي.
ومع ذلك، لم يتخذ ترامب بعد قرارًا نهائيًا بالتدخل العسكري، إذ يراهن البيت الأبيض على أن الضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية ستدفع مادورو إلى التنحي دون الحاجة لعمل عسكري شامل.
وتبقى المنطقة على صفيح ساخن، إذ يرى مراقبون أن أي تحرك خاطئ من الطرفين قد يشعل مواجهة مفتوحة في البحر الكاريبي، خاصة مع وجود قوات روسية وصينية تقدم دعمًا لوجستيًا غير مباشر لفنزويلا، ما يجعل من الأزمة الحالية اختبارًا جديدًا لتوازن القوى العالمي.
