خالد يوسف يستعيد أيامه مع يوسف شاهين: «كان يرى فيَّ ما لم أره في نفسي»

في أجواء من الحنين والتقدير، استعاد المخرج خالد يوسف ذكرياته مع المخرج الكبير يوسف شاهين، خلال ندوة خُصصت لتكريم اسمه ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، مؤكدًا أن شاهين لم يكن مجرد مخرج، بل حالة استثنائية في تاريخ السينما العربية لا يمكن تكرارها.

قال يوسف إن «كل الأجيال التي جاءت بعد شاهين تُعد امتدادًا لمدرسته الفنية»، موضحًا أنه «لم يترك فقط إرثًا من الأفلام الخالدة، بل كوّن جيلًا كاملًا من السينمائيين الذين حملوا فكره وفلسفته في الإبداع». وأضاف أن شاهين كان يمتلك رؤية إنسانية وثقافية جعلته أقرب إلى المفكر منه إلى المخرج، مشيرًا إلى أن تأثيره تجاوز حدود الفن إلى تشكيل وعي أجيال كاملة.

وعن بدايات علاقته بالمخرج العالمي، روى خالد يوسف أنه التقى شاهين صدفة أثناء رئاسته لاتحاد الطلاب، وقال له وقتها: «أنت لازم تبقى سينمائي». ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة طويلة استمرت 21 عامًا، عمل خلالها يوسف مساعدًا له في العديد من الأفلام قبل أن يصبح مخرجًا مستقلًا.

واستذكر يوسف موقفًا مؤثرًا أثناء تصوير فيلم المصير، حين ترك له شاهين الكاميرا وطلب منه استكمال التصوير، وهو أمر لم يفعله مع أي أحد سواه سوى علي بدرخان. وعلّق قائلاً: «شاهين غير مسار حياتي بالكامل، لولاه ما كنت وصلت لما أنا عليه اليوم».

وختم حديثه بالإشارة إلى أن إرث يوسف شاهين لا يمكن قياسه بعدد أفلامه فقط، بل في الأسماء التي أخرجها إلى الساحة، مثل حسين كمال، داود عبد السيد، عاطف الطيب، علي بدرخان، ويسري نصر الله، معتبرًا أن الجميع تخرّجوا من “مدرسة شاهين” التي ستظل علامة مضيئة في تاريخ السينما العربية.