إسبانيا تدعو المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

دعت الحكومة الإسبانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير عاجلة وملزمة لضمان تنفيذ الرأي الاستشاري الصادر مؤخرًا عن محكمة العدل الدولية، والذي أكد التزام إسرائيل بتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الضحايا أكثر من 68 ألف قتيل خلال أكثر من عامين من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، بحسب ما أوردته صحيفة إيه بي سي الإسبانية.

وأكدت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان رسمي أن قرار المحكمة الدولية يمثل تطورًا قانونيًا وإنسانيًا مهمًا، داعيةً جميع الدول إلى الأخذ بخلاصات الحكم واعتماد الإجراءات اللازمة لتنفيذه. وشدد البيان على أن الرأي الاستشاري الصادر عن أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة يفرض على إسرائيل، بصفتها دولة عضو في المنظمة الدولية وقوة احتلال، التعاون الكامل مع الأمم المتحدة واحترام امتيازاتها وحصاناتها الدولية.

وأضافت الخارجية الإسبانية أن حكم المحكمة تضمّن تأكيدات واضحة بشأن واجبات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، وعلى رأسها:

ضمان تقديم المساعدات الإنسانية دون قيود.

تسهيل عمليات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة الأونروا.

حماية العاملين الإنسانيين والطواقم الطبية.

الامتناع عن استخدام التجويع كسلاح حرب.

احترام حظر التهجير القسري للسكان المدنيين.

وأشارت الوزارة إلى أن إسبانيا شاركت بفاعلية في الجلسات الكتابية والشفوية أمام المحكمة خلال نظر هذه القضية، تأكيدًا لالتزامها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وضرورة التعاون الكامل مع مؤسساتها، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

كما شددت على أن مدريد تؤمن بأن احترام القانون الدولي الإنساني هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة دعمها لجميع الجهود الرامية إلى رفع الحصار عن غزة ووقف الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين.

وفي المقابل، أكدت المحكمة الدولية في رأيها أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، ملزمة بالسماح وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة، مشيرة في الوقت نفسه إلى غياب أي أدلة قانونية تدعم الاتهامات الإسرائيلية بشأن وجود صلات بين وكالة الأونروا والفصائل المسلحة الفلسطينية.

ويأتي الموقف الإسباني في إطار تصاعد الضغوط الأوروبية والدولية على إسرائيل لإنهاء القيود المفروضة على إدخال المساعدات إلى غزة، بعد تحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.