من تحت أنقاض غزة إلى جوار الرئيس السيسي.. الحكاية الإنسانية المؤثرة للطفلة الفلسطينية ريتاج جحا في احتفالية "وطن السلام"
شهدت احتفالية وطن السلام، التي أقيمت مساء السبت بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشهدًا إنسانيًا لافتًا عندما ظهرت الطفلة الفلسطينية ريتاچ محمد رياض جحا، البالغة من العمر عشر سنوات، لتجسد للعالم قصة صمودها بعد أن فقدت أسرتها بالكامل في الحرب على غزة.
وُلدت ريتاج في 13 يوليو عام 2015، وعاشت طفولتها كأي طفلة فلسطينية في قطاع غزة، قبل أن تغيّر الغارات الإسرائيلية مجرى حياتها. ففي إحدى الليالي المأساوية، تعرّض منزل عائلتها لقصف مباشر أدى إلى انهياره بالكامل، فظلت محاصرة تحت الأنقاض لساعات طويلة تعاني الألم والخوف، قبل أن يتم إنقاذها وهي مصابة بجروح خطيرة أسفرت عن بتر ساقها اليسرى.
لكن الصدمة الأكبر كانت حين علمت أنها فقدت كل أفراد عائلتها — والدها ووالدتها وإخوتها — إلى جانب 89 فردًا آخرين من عائلتها في القصف ذاته، لتجد نفسها وحيدة بلا مأوى ولا معيل.
ورغم تلك المأساة، تمكنت الطفلة من تجاوز محنتها شيئًا فشيئًا. وبعد رحلة علاج طويلة داخل غزة، نُقلت إلى مصر لتستكمل علاجها الجسدي والنفسي، وتبدأ مرحلة جديدة من حياتها وسط دعم إنساني ورعاية خاصة، مع استمرارها في التعليم.
وفي مشهد مؤثر، شاركت ريتاج في احتفالية وطن السلام اليوم، حيث طلبت الجلوس إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استجاب لطلبها على الفور. وقد شكّل هذا الموقف رسالة عميقة للعالم من طفلة فقدت كل شيء إلا إيمانها بالحياة والأمان، لتقول بصمتها البريئة إن مصر كانت وستظل الحضن الدافئ لأبناء فلسطين.
وبين تصفيق الحضور وتأثرهم، جسدت ريتاج — بابتسامتها رغم الألم — رمزًا للأمل من تحت الأنقاض، ودليلًا على أن الإنسانية يمكن أن تنتصر حتى في أحلك الظروف.

