كسوف كلي تاريخي للشمس في 2027 يجذب أنظار العالم إلى الأقصر.. ومصر تستعد لحدث فلكي استثنائي

كشف الدكتور محمد الصادق، الباحث بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن تفاصيل مجموعة من الاكتشافات الفلكية الحديثة، وأبرز الظواهر المنتظرة خلال السنوات المقبلة، وفي مقدمتها الكسوف الكلي النادر للشمس الذي ستشهده مدينة الأقصر في عام 2027، مشيرًا إلى أن هذا الحدث سيكون من أهم الظواهر الفلكية في القرن الحالي، وسيمثل فرصة تاريخية لجذب أنظار العالم إلى مصر.

وقال الدكتور الصادق، خلال لقائه في برنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، إن العلماء رصدوا مؤخرًا كوكبًا جديدًا يقع على بعد 20 سنة ضوئية من الأرض، ويُعتقد أنه أكبر من كوكب الأرض وقد يكون صالحًا للحياة، موضحًا أن الضوء الذي تم رصده من هذا الكوكب يعود إلى 20 عامًا مضت. وأكد أن هذا الاكتشاف لا يزال قيد الدراسة، وأن مجال البحث في الكواكب الخارجية بدأ منذ عام 1917، مشيرًا إلى أن مصر شاركت في اكتشاف نجوم تمت تسميتها باسمها تكريمًا لمساهمتها في علم الفلك.

وأضاف أن مصر تمتلك أكبر مرصد فلكي في الشرق الأوسط بمنطقة القطامية بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما تعمل حاليًا على إنشاء مرصد حديث في سيناء مزود بأحدث التقنيات لمواكبة التطورات العلمية في مجال استكشاف الفضاء، مؤكدًا أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في البحوث الفلكية المصرية.

وأوضح الباحث أن هناك اتحادًا فلكيًا دوليًا (IAU) يشرف على تنظيم الأبحاث ويمنع التجارب التي قد تؤثر على كفاءة الأرصاد الجوية، مشيرًا إلى أن بعض الدول حاولت التلاعب بظروف الإضاءة في الغلاف الجوي، فيما يعرف بمحاولات "تحويل الليل إلى نهار"، لكن تلك المشاريع وُوجهت بالرفض للحفاظ على التوازن البيئي والمناخي.

وتابع الدكتور الصادق أن مصر تتميز بظروف فريدة من نوعها تجعلها مثالية لرصد الظواهر الفلكية، حيث تمتلك أكثر من 300 ليلة صافية في السنة، مما يجعلها مؤهلة لتكون وجهة مثالية للسياحة الفلكية والطاقة الشمسية النظيفة، داعيًا إلى زيادة الاستفادة من الإمكانات الطبيعية لتوليد الطاقة المتجددة.

وفي ختام حديثه، أكد الباحث أن عامي 2026 و2027 سيشهدان سلسلة من الظواهر الفلكية النادرة، تشمل كسوفات وخسوفات واقترانات كوكبية لافتة، إلا أن الحدث الأبرز سيكون في الثاني من أغسطس 2027، عندما تشهد مدينة الأقصر كسوفًا كليًا للشمس يستمر دقائق معدودة، ويُتوقع أن يجذب آلاف السياح والعلماء والهواة من مختلف أنحاء العالم لمتابعته من أرض مصر.

وأشار إلى أن هذا الحدث سيعزز مكانة الأقصر على خريطة السياحة العالمية، ليس فقط كعاصمة للحضارة الفرعونية، بل أيضًا كأحد أهم مواقع الرصد الفلكي في العالم، مؤكدًا أن هذا الكسوف سيكون مشهدًا نادر الحدوث لن يتكرر إلا بعد عقود طويلة.