باسم يوسف: "الذكاء الاصطناعي مش عدوي.. لكن كل راحة بنشتريها بتكلفة من حريتنا"

 أكد الإعلامي باسم يوسف أن العالم يعيش اليوم حالة من "الفوضى المعرفية" غير المسبوقة، بسبب الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الحقيقة أصبحت غائبة وسط تعدد الروايات وتناقض وجهات النظر.

وخلال لقائه ببرنامج كلمة أخيرة مع الإعلامي أحمد سامي على قناة ON، قال يوسف إن الإنسان لم يعد قادرًا على الوثوق بما يراه أو يسمعه، بعدما تحولت المنصات الرقمية إلى ساحة مزدحمة بالمعلومات المضللة.

 وأضاف:> "كنا زمان بنشوف رواية واحدة للأحداث، دلوقتي بقى فيه آلاف النسخ.. والفوضى بقت الحاكم الأساسي، ومبقاش فيه ثقة في أي حاجة".

وأشار يوسف إلى أنه لا يشعر بالضيق من تطور الذكاء الاصطناعي نفسه، لكنه يرى أن البشر يدفعون ثمن الراحة التقنية من حريتهم واستقلاليتهم، قائلاً:> "مش زعلان من الـAI، بس كل مرة نختار وسيلة تريحنا بندفع تمنها من استقلاليتنا، وأنا نفسي اتحظرت أكتر من مرة على السوشيال ميديا علشان مواضيع حساسة".

وتحدث عن الدور الخطير لوسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام، مشيرًا إلى أن أول حرب على غزة كشفت حجم التأثير الحقيقي لهذه المنصات، حيث قال:"خلال الحرب الأولى على غزة، التيك توك كان مليان محتوى مؤيد لفلسطين بنسبة 90%، وده قلب الدنيا في أمريكا وإسرائيل".

وأوضح أن هذا التفاعل الواسع تسبب في حملة أمريكية ضد التطبيق بذريعة حماية الخصوصية، بينما كان الهدف الحقيقي السيطرة على المحتوى الرقمي داخل الولايات المتحدة.

وأضاف أن السيطرة على تطبيق تيك توك تمت تدريجيًا، حتى أصبحت إحدى الشخصيات الإسرائيلية مسؤولة عن الإشراف على المحتوى، مشيرًا إلى أنه في نهاية الأمر تم بيع التطبيق إلى أحد أكبر الممولين لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

واختتم يوسف حديثه مؤكدًا أن معركة التكنولوجيا اليوم ليست فقط حول أدوات أو تطبيقات، بل هي صراع على العقول والسيطرة على الوعي الجمعي، قائلاً> "اللي بيحصل مش بس تطور تقني، ده صراع على الحقيقة نفسها".