السعار وتناقضات الميرازي!
يبدو أن الإعلامي حافظ الميرازي قد نصب نفسه وصيًا على مصر؛ فدائمًا وأبدًا، أي عمل عظيم تقوم به مصر ممثلة في رئيسها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، يحاول الميرازي جاهدًا التقليل منه، والأمثلة كثيرة.
ولا أحد ينكر الدور المصري الكبير الذي لعبته مصر في إنهاء الحرب على غزة، ومؤتمر شرم الشيخ الدولي الذي أشاد به القاصي والداني للدور المصري الكبير في إنهاء هذه الحرب الدموية والكارتية، ليخرج علينا الميرازي للتقليل من عظمة الحدث.
وأخيرًا وليس آخرًا، فمن اللافت أن حافظ الميرازي يقع في عدد من التناقضات الصارخة عند حديثه عن شعار «هدية مصر للعالم» المتعلّق بمشروع الهيئة العامة للمتحف المصري الكبير.
أولاً: يقول الميرازي إن الشعار لا يصح لأن المتحف امتد زمن تنفيذه عبر أكثر من رئيس. هذا القول يفترض ضمنًا أن الشعار يعني "هدية السيسي للعالم"، لكن الواقع أن الشعار ينسب الفعل كله إلى مصر، أي إلى الدولة والشعب، وليس إلى شخص أو فترة بعينها. الميرازي إذًا يقرأ الشعار بشكل مغاير لنصّه ويفسّره كما لو كان هدية لفرد أو لفترة محددة، وهذه قراءة خاطئة.
ثانيًا: يشير الميرازي إلى التمويل الياباني كدليل على أن الشعار لا يصح، وكأن التمويل الخارجي يحطّ من قيمة الإنجاز أو ينفيه. لكن هذا فهم ساذج لطبيعة التنمية؛ فالتمويل ليس الإنجاز بحد ذاته، بل الدولة التي تخطّط وتنفّذ وتحوّل الموارد إلى نتائج هي صاحبة الإنجاز.
ومثال واضح على ذلك: مصر نجحت في القضاء على فيروس "سي" بتمويل من البنك الدولي، لكن هذا لا ينفي أن الدولة المصرية هي التي خطّطت وقيّدت وطوّعت الإمكانات.
ثالثًا: يستخدم الميرازي تشبيه "السامسونج" والإيحاء بأن الحملة الإعلامية موجهة من جهة رسمية، مع أن الجهة الناشرة هي الجهة الرسمية ذاتها، وهذا تضليل لا يليق بناقد إعلامي يُفترض فيه الدقة.
ويبدو أن السعار على مصر في كل خطوة تخطوها نحو ترسيخ ريادتها ومكانتها العالمية الرفيعة سيجعل متربصي الدولة في حالة هياج وسعار دائم، وهو ما يجعلنا كشعب نرفع دائمًا شعار: تحيا مصر.


