وزير التعليم العالي يلقي كلمة مصر أمام المؤتمر العام لليونسكو ويؤكد: فوز خالد العناني انتصار للعرب وإفريقيا

ألقى الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كلمة مصر أمام الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المنعقدة بمدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، بحضور رئيس المؤتمر العام، ورئيسة المجلس التنفيذي، والمديرة العامة، والوزراء ورؤساء الوفود وممثلي الدول الأعضاء.

استهل الوزير كلمته بتوجيه التهنئة للسفير خوندكر محمد طلحة، المندوب الدائم لبنجلاديش، على انتخابه رئيسًا للدورة الجديدة، كما أعرب عن شكر مصر لحكومة أوزبكستان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا انضمام وفد مصر إلى بيان المجموعة العربية الذي سيلقيه مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأعرب الوزير عن شكر مصر شعبًا وقيادةً لجميع الدول الأعضاء التي انتخبت الدكتور خالد العناني مرشح العرب وإفريقيا لمنصب المدير العام لليونسكو، بعد حصوله على أغلبية غير مسبوقة، مشيدًا بمؤهلاته المتميزة وقدرته على تعزيز دور المنظمة في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، وداعيًا الدول الأعضاء إلى التصديق على اختياره ومواصلة النهج التوافقي لإقرار الميزانية والبرامج التنفيذية.

وأكد الدكتور عاشور أن العامين الماضيين شهدا تنفيذ مشروعات كبرى للمنظمة أسهمت في مواجهة آثار الحروب والكوارث العالمية، رغم ما يشهده العالم من أزمات إنسانية جسيمة، في مقدمتها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمر المدارس والجامعات والمواقع الأثرية ودور العبادة، مشيرًا إلى دور اليونسكو في التحرك العاجل للتخفيف من آثار تلك الكوارث وحماية مجالات عملها.

وأشار الوزير إلى أن شراكة مصر واليونسكو شهدت تطورًا نوعيًا خلال العامين الماضيين، تمثل في دعم مبادرة التكيف والصمود في مجال المياه (AWARe) وإدماجها ضمن برنامج المياه الدولي (IHP)، واعتماد قرار بنك المعرفة المصري الذي زارته وفود دولية في مايو 2024 للاطلاع على تجربته الرائدة، فضلًا عن توقيع اتفاقية لإنشاء الأكاديمية الدولية لتعزيز الاستدامة البيئية ودعم إعادة الإعمار في مناطق النزاعات بإفريقيا والشرق الأوسط.

وفي مجال الثقافة، أكد عاشور أن مصر تواصل جهودها لحماية وصون التراث المادي وغير المادي، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، مشيرًا إلى أن رفع موقع دير أبو مينا من قائمة التراث المهدد بالخطر يمثل تتويجًا لجهود الدولة في التعاون مع المنظمة. كما لفت إلى تطلع مصر لاعتماد قرار إحياء اليوم العالمي للتراث الثقافي المغمور بالمياه تقديرًا لقيمته الحضارية، متوقفًا عند حدث افتتاح المتحف المصري الكبير باعتباره صرحًا ثقافيًا فريدًا وأكبر متحف في العالم مخصص لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

وأوضح الوزير أن مصر عززت حضورها في أجهزة اليونسكو ولجانها، مؤكدًا التزامها خلال عضويتها في المجلس التنفيذي بالسعي لتحقيق التوافق وتجنب التسييس، معلنًا ترشح مصر لعضوية المجلس التنفيذي عن المجموعة (5-ب) للفترة 2025-2029، وكذلك لعضوية المجلس الحكومي الدولي للمياه (IHP)، متطلعًا إلى دعم الدول الأعضاء لهذين الترشيحين.

واختتم الدكتور أيمن عاشور كلمته بالتأكيد على تطلع مصر إلى دورة ناجحة للمؤتمر العام تنتقل فيها المنظمة إلى مرحلة جديدة من العمل الجماعي والتعاون الدولي، بما يحقق السلام والتنمية ويكرس دور اليونسكو في خدمة الإنسانية.

يُذكر أن الوزير يشارك على رأس وفد مصري رفيع يضم الدكتور أيمن فريد، رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والدكتورة هالة عبد الجواد، مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو، والدكتور طارق أبو الفتوح، الملحق الثقافي بالمكتب الثقافي في باكو.

وتُعقد هذه الدورة في سمرقند للمرة الأولى خارج باريس منذ نحو أربعين عامًا، بمشاركة 194 دولة، لمراجعة أوضاع المنظمة وقرارات المجلس التنفيذي، حيث من المقرر أن يشارك الوزير في الجلسة الافتتاحية للجنة التعليم وجلسة الحوار الوزاري، إلى جانب عدد من اللقاءات الثنائية مع وزراء التعليم العالي العرب والآسيويين والأوروبيين لبحث سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي المشترك.