الجمعة 31 أكتوبر 2025 | 05:46 م

استفزاز جديد من بن غفير.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي يعتدي لفظيًا على أسرى فلسطينيين مقيدين


في مشهد أثار موجة من الغضب والاستنكار، تداولت وسائل إعلام عبرية وفلسطينية مقطعًا مصورًا يظهر فيه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وهو يتجول بين أسرى فلسطينيين مقيدين داخل أحد المعتقلات، موجّهًا لهم عبارات مهينة واستفزازية، في مشهد يعكس حالة التسلط والعنصرية التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق الأسرى.

ووفقًا للتقارير، فقد ظهر بن غفير في المقطع وهو يقف أمام مجموعة من الأسرى الفلسطينيين المقيّدين والمستلقين على الأرض، ويتحدث إليهم بنبرة استعلاء وعدوانية، في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان صور الإذلال الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال داخل السجون.
وقد أثارت تصرفاته استياءً واسعًا داخل الأوساط الفلسطينية والعربية، التي رأت في هذه الواقعة دليلًا جديدًا على انحراف سلوك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وتعمدها إذلال الأسرى الذين يواجهون يوميًا صنوفًا من الانتهاكات الجسدية والنفسية.

مصادر حقوقية فلسطينية أكدت أن بن غفير يواصل سياسة القمع والتشديد بحق الأسرى منذ توليه منصبه، حيث أصدر سلسلة من القرارات العقابية ضدهم، شملت تقليص فترات الاستحمام، وتقليص الزيارات العائلية، وفرض قيود على المخصصات المعيشية، فضلًا عن حملات التفتيش المفاجئة التي تُنفذ بشكل مهين ومستفز.

من جهتها، أدانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية هذا التصرف، واصفةً إياه بـ«السلوك العنصري الدنيء» الذي يعبّر عن «عقلية انتقامية مريضة» تحكم تعامل سلطات الاحتلال مع الأسرى. وأضافت الهيئة في بيان لها أن بن غفير «لا يستقوي إلا على الضعفاء والمقيّدين»، مشيرةً إلى أن مثل هذه المشاهد لن تكسر إرادة الأسرى، ولن تنال من عزيمتهم.

وفي رام الله، وصف نادي الأسير الفلسطيني سلوك بن غفير بأنه «حلقة جديدة من مسلسل الاستعراض الشعبوي الرخيص»، الذي يسعى من خلاله إلى كسب تأييد أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل عبر إذلال الفلسطينيين والتحريض ضدهم. وأكد النادي أن الأسرى الذين ظهروا في المقطع «يجسدون الثبات والكرامة رغم القيود والإذلال»، داعيًا المؤسسات الحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل لحماية الأسرى من الممارسات الإسرائيلية الممنهجة.

كما صدرت ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مئات النشطاء عن استنكارهم لما وصفوه بـ«سقوط أخلاقي جديد» لحكومة الاحتلال، ووجّهوا عبارات إدانة لوزير الأمن القومي، مؤكدين أنه «جبان يستعرض قوته على مقيدين لا يملكون الدفاع عن أنفسهم».

ورأى محللون أن ما يقوم به بن غفير لا ينفصل عن سياسة رسمية أوسع تتبناها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تحاول ترسيخ مفهوم «القوة والعقاب الجماعي» كأداة للسيطرة على الفلسطينيين داخل السجون وخارجها. وأوضحوا أن هذه السياسة، وإن بدت موجهة للأسرى، إلا أنها تحمل رسائل سياسية داخلية للشارع الإسرائيلي، وتستغل حالة التوتر الإقليمي لتكريس خطاب الكراهية والعنف، مطالبين المجتمع الدولي بوقف هذه الانتهاكات المتكررة، والتحقيق في ظروف احتجاز الأسرى التي «تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة».

ويُذكر أن بن غفير، المعروف بتاريخه في التحريض على العرب ودعمه لجماعات استيطانية متطرفة، كان قد صرّح مرارًا بأنه يسعى إلى «تشديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين»، في محاولة لإرضاء أنصار التيار اليميني المتطرف، لكن ما ظهر في المقطع الأخير تجاوز حدود التشديد الإداري إلى إهانة علنية للأسرى المقيدين، في سلوكٍ وصفه مراقبون بأنه قمة الانحطاط الأخلاقي والسياسي.

وبينما تتصاعد الإدانات، يظل المشهد شاهدًا على طبيعة الاحتلال الذي يستقوي على العُزّل والمقيّدين، ويهرب من مواجهة الحقيقة والعدالة. وكما قال أحد النشطاء تعليقًا على المقطع: "أتت جبان وحقير حين تستعرض قوتك على ضعفاء مقيدين، لكن عدالة الله لا تغيب، وسيريك العالم يومًا ما جزاء أفعالك."

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image