نداء من قلب الفاتيكان.. البابا يصرخ من أجل «الفاشر»

في لحظة إنسانية نادرة، علت من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان نغمة رجاءٍ لا صخب فيها سوى وجع الضمير الإنساني، حين وجّه البابا ليو الرابع عشر نداءً عاجلًا إلى العالم، يطالب فيه بوقف فوري لإطلاق النار في السودان، وفتح ممراتٍ إنسانية تنقذ ما تبقى من الأرواح في مدينة الفاشر، المدينة التي تحولت إلى مرثيةٍ مفتوحة على الخراب.

وفي كلمته الأسبوعية، عبر الحبر الأعظم عن قلقه العميق إزاء ما تشهده دارفور والفاشر من مأساة إنسانية متفاقمة، قائلًا إن معاناة المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، بلغت حدًّا لا يمكن للعالم الصامت أن يبرره.

وأشار إلى التقارير التي تفيض بالأسى عن حصار خانق، وجوعٍ يفتك بالبشر، ووباءٍ يطارد الناجين، وكأن دارفور تُختبر في صبرها على الألم مرةً أخرى.

ودعا البابا إلى تغليب لغة الحوار على لغة الرصاص، وإلى أن تمتد الأيادي بالرحمة قبل أن تمتد بالسلاح، مطالبًا المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الإغاثية، ومساندة المنظمات الإنسانية التي تقاتل الجوع والمرض وسط رماد الحرب.

فمن قلب الفاتيكان، خرج صوت البابا كصلاةٍ تمشي على جراح الأرض، يناشد الضمير الإنساني ألا يترك الفاشر وحيدة في ليلها الطويل.