اغتيال قائد قوة «الرضوان» في حزب الله.. إسرائيل تصعّد ولبنان أمام اختبار الاستقرار
                                                    أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، اغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني محمد علي حديد، الذي يشغل منصب قائد قوة "الرضوان" في منطقة النبطية جنوبي لبنان، في ضربة وُصفت بأنها من أبرز العمليات الإسرائيلية ضد الحزب منذ بداية التصعيد على الحدود.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن حديد كان مسؤولًا عن التخطيط لهجمات ضد إسرائيل، وشارك بشكل مباشر في إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن العملية نُفذت استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة.
وأضاف البيان أن عنصرًا آخر من حزب الله قُتل في غارة إسرائيلية منفصلة استهدفت منطقة عيتا الشعب في أقصى الجنوب اللبناني، بعد رصده أثناء قيامه بنشاطات استطلاعية وجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.
وأشار مراقبون إلى أن استهداف قائد قوة الرضوان يمثل تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك بين الطرفين، إذ تُعد القوة من النخبة القتالية لدى حزب الله والمسؤولة عن العمليات الهجومية البرية في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل. وتخشى تل أبيب من محاولات الحزب نقل خبراته القتالية من سوريا إلى الحدود الشمالية لإسرائيل.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ يتصاعد فيه التوتر بين إسرائيل وحزب الله، على خلفية الحرب في غزة، حيث تشهد المناطق الجنوبية اللبنانية قصفًا متبادلًا شبه يومي بين الجانبين، وسط تحذيرات من أن تتحول المواجهات إلى حرب شاملة تشمل الجبهتين اللبنانية والفلسطينية.
وفي سياق متصل، نقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن مصادر لبنانية أن البلاد تقف على حافة مرحلة مصيرية عنوانها "نزع سلاح حزب الله أو نزع الاستقرار من جذوره"، مشيرةً إلى أن المهلة المحددة لنزع سلاح الحزب جنوبي نهر الليطاني تقترب من الانتهاء خلال شهر، ما يزيد من حدة الترقب والقلق في كل من بيروت وتل أبيب.
من جانبه، أكد السفير الأردني لدى الجامعة العربية، أمجد العضايلة، أن لبنان قادر على تجاوز التحديات التي تواجه وحدته الوطنية، مشددًا على أهمية الحفاظ على استقرار البلاد ودعمها عربيًا لتفادي مزيد من الاضطرابات.
وقال العضايلة، في تصريحات خلال مؤتمر صحفي بمقر الجامعة العربية في القاهرة، إن الأردن يقف إلى جانب لبنان الشقيق ويعمل مع الدول العربية لضمان استمرار الأمن والاستقرار على أراضيه، مؤكدًا أن الشعب اللبناني "قادر على تجاوز كل المحن والتحديات التي تواجه وحدته الوطنية التي كانت دومًا سدًا منيعًا أمام الأزمات".
ويأتي هذا الموقف العربي في وقتٍ تتكاثر فيه الدعوات الدولية والعربية لتجنيب لبنان الانزلاق إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة التي يعيشها البلد منذ أعوام.
ويرى محللون أن اغتيال محمد علي حديد، الذي يُعد أحد أبرز القادة الميدانيين في حزب الله، قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد، إذ من المتوقع أن يرد الحزب على الضربة، ما يضع المنطقة أمام منعطف خطير قد يحدد شكل المرحلة المقبلة في الجنوب اللبناني.






