زهران ممداني.. المسلم الذي تحدى ترامب واكتسح نيويورك

في مشهد انتخابي يختزل تحوّلات أمريكا الجديدة، صعد اسم زهران ممداني، الشاب الديمقراطي ذو الأصول المسلمة، إلى قمة المشهد السياسي في الولايات المتحدة، بعد أن اكتسح انتخابات عمدة نيويورك، أكبر مدينة في البلاد، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في تاريخها الحديث.

وفي ليلةٍ حملت ملامح المفارقة السياسية، أعلنت شبكات "إن بي سي" و"سي إن إن" و"سي بي إس" فوز ممداني (34 عامًا) وفق النتائج الأولية، متقدّمًا على خصمين بارزين: أندرو كومو، حاكم الولاية السابق، وكورتيس سليوا، مرشح الحزب الجمهوري.

لكن الحدث لم يمر بهدوء؛ فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المعروف بحدة خطابه، خرج مهاجمًا ممداني بشراسة عبر منصته "تروث سوشيال"، واصفًا إياه بأنه “شيوعي سيقود المدينة إلى الخراب”، مهددًا بقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك في حال تسلّمه منصبه رسميًا في الأول من يناير المقبل.

ورغم الهجوم، بدا ممداني واثق الخطوات، مقدّمًا نفسه كـ صوت لجيل جديد من الأمريكيين المؤمنين بالتنوع والمساواة والعدالة الاجتماعية. وقد خاض حملته تحت شعار “نيويورك للجميع”، مستندًا إلى دعم واسع من الشباب والأقليات والمهاجرين، ليصوغ لحظة رمزية فارقة في تاريخ المدينة التي لا تنام.

وفي مشهدٍ موازٍ، حصد الحزب الديمقراطي انتصارات أخرى في سباق حكّام الولايات؛ إذ فازت أبيغيل سبانبرغر، ضابطة الـCIA السابقة، بمنصب حاكم ولاية فرجينيا لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب، كما فازت الديمقراطية ميكي شيريل في ولاية نيوجرسي، لترسخ هي الأخرى حضور النساء في مفاصل القرار الأمريكي.

وتحمل هذه النتائج دلالات سياسية عميقة؛ فبينما يسعى الحزب الديمقراطي إلى استعادة توازنه بعد عام من خسارة البيت الأبيض، تأتي هذه الانتصارات لتمنحه دفعة جديدة قبل انتخابات التجديد النصفي عام 2026، في مواجهة تيار ترامب الشعبوي.

هكذا، وبين هتافات الشوارع ودهشة المراقبين، يُسدل الستار على مشهد انتخابي بدا كأنه استفتاء على روح أمريكا، فهل تظل أسيرة الماضي وصراعاته؟
أم تفتح أبوابها لجيلٍ جديد يقودها بلغة التنوع لا الإقصاء، كما يفعل الآن زهران ممداني، عمدة نيويورك القادم، الذي تحوّل من مهاجر إلى رمز لتاريخٍ يتغيّر؟