الخميس 6 نوفمبر 2025 | 03:45 م

نادي الأسير: الاحتلال يروع أهالي المعتقلين.. واستشهاد مسنة بعد اقتحام منزل نجلها واعتقال حفيدها


في مشهد جديد من مشاهد الإرهاب الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي، كشف نادي الأسير الفلسطيني عن تصاعد غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات على عائلات المعتقلين، بعدما تحولت بيوت الفلسطينيين إلى ساحات ترهيب ليلية، تقتحم على وقع الصراخ وأصوات الرصاص، وتنتهي بالدمار أو الفقد.

وقال نادي الأسير، في بيان اليوم الخميس، إن جنود الاحتلال يواصلون تنفيذ عمليات إرهاب منظّمة تستهدف المدنيين الفلسطينيين، خاصة عائلات الأسرى، ضمن حملات اعتقال يومية باتت تشكل وجها ثابتا من وجوه الاحتلال، تتم في ساعات الفجر الأولى وترافقها اعتداءات وحشية، وضرب مبرح، واستخدام مفرط للأسلحة النارية والكلاب البوليسية.

وأوضح البيان أن قوات الاحتلال تتعمّد تخريب محتويات المنازل، وتحطيم الأثاث، وترويع النساء والأطفال، في إطار ما تعرف بسياسة “تدفيع الثمن” التي تحولت إلى منهج ثابت تمارسه منظومة الاحتلال بالتكامل مع المستوطنين، وتشمل أيضا سرقة ومصادرة الممتلكات، واحتجاز المدنيين كرهائن لإجبار ذويهم على تسليم أنفسهم أو الاعتراف.

وجاء هذا التصريح عقب ليلة دامية من الإرهاب الميداني نفذ خلالها جيش الاحتلال عمليات اقتحام واسعة في عدة محافظات، أسفرت عن استشهاد المسنة هنية حنون، من بلدة المزرعة الغربية قرب رام الله، التي فارقت الحياة بعد اقتحام منزلها ومنزل نجلها، واعتقال حفيدها إثر اعتداء وحشي عليه وعلى أفراد عائلته، ما خلف إصابات وأضرارا كبيرة داخل المنزل.

وأشار نادي الأسير إلى أن مشهد استشهاد المسنة حنون يجسد المدى الذي وصل إليه التوحش الإسرائيلي في التعامل مع المدنيين، حيث لم تعد حرمة البيوت أو كبر السن أو الضعف الجسدي، عوامل تردع جنود الاحتلال عن ممارسة العنف والإذلال.

وأكد أن مستوى البطش خلال عمليات الاعتقال بلغ ذروة غير مسبوقة منذ بدء حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، إذ ترافق هذه الحملات عمليات إعدام ميدانية وتعذيب مروّع، في مشهد يجسد جوهر السياسة الإجرامية التي ينتهجها الاحتلال في استهداف كل ما هو فلسطيني.

وبيّن نادي الأسير أن الاعتقال بات أداة حرب وليست مجرد إجراء أمني، مشيرا إلى أن حملات الاعتقال في الضفة الغربية وحدها، منذ بدء العدوان على غزة، طالت نحو 20,500 مواطن فلسطيني من مختلف الفئات، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، بعضهم يُختطف من فراشه، وبعضهم يُنتزع من بين أيدي أطفاله وسط صرخات لا يسمعها أحد.

وأضاف البيان أن الاحتلال يستخدم الاعتقال كوسيلة لإخماد صوت المقاومة الشعبية، وكسر الإرادة الفلسطينية عبر بث الرعب في القرى والمخيمات، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال يتعاملون مع كل بيت فلسطيني كهدف مشروع للتدمير والانتقام، في ظل صمتٍ دولي مريب.

وحمل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة استشهاد المسنّة هنية حنون، وعن الجرائم الممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم، مؤكدا أن استمرار هذه الانتهاكات يبرهن على الطبيعة الإجرامية المتأصلة في مؤسسات الاحتلال العسكرية والأمنية، التي لم تعد تفرق بين مدني أو مقاوم، طفل أو عجوز.

ودعا نادي الأسير المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة، إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والانتقال من بيانات الشجب إلى إجراءات فعلية لوقف إرهاب الدولة المنظّم الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

وأشار البيان إلى أن حالة العجز الدولي أمام هذا التوحّش الإسرائيلي تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، في وقت تتكدّس فيه الملفات الحقوقية داخل أروقة الأمم المتحدة بلا حراك، بينما تُزهق الأرواح وتُهدم البيوت كل ليلة في مدن الضفة الغربية.

وختم نادي الأسير بيانه قائلاً إن “الفلسطينيين يواجهون اليوم أكثر المراحل قسوة في تاريخهم المعاصر، بعدما باتت الاعتقالات، والدماء، والمقابر، والأنقاض ملامح يومية لحياتهم، بينما يواصل العالم صمته المريب أمام حربٍ مفتوحة لا تفرق بين مقاتل وطفل، ولا بين أمّ ثكلى ومسنة تموت في حضن بيتها المهدم.”

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image