جريمة حرب مكتملة الأركان.. الاحتلال يقتل 44 صحفيًا داخل خيام النزوح في غزة
تقرير نقابة الصحفيين الفلسطينيين: استهداف متعمّد لإبادة الصوت الإعلامي وطمس الحقيقة
كشفت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 44 صحفيًا فلسطينيًا داخل خيام النزوح في قطاع غزة، من بين 255 إعلاميًا استُشهدوا منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 حتى نهاية أكتوبر 2025، مؤكدة أن ما جرى يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي.
وأوضح التقرير أن الاستهداف تركز في محيط مستشفيي ناصر والشفاء ومدارس الأونروا ومناطق نزوح مكتظة بالمدنيين، واستخدم فيه الاحتلال صواريخ دقيقة، وطائرات مسيّرة، وعمليات قنص مباشر. وأشار إلى أن جميع الأدلة الميدانية تؤكد غياب أي نشاط عسكري داخل الخيام المستهدفة، ما ينفي ذرائع الاحتلال حول "الخطأ" في القصف.
ومن بين أبرز الضحايا الصحفي حلمي الفقعاوي مراسل وكالة "فلسطين اليوم"، والشقيقان الزهراء وأحمد أبو سخيل، إضافة إلى أنس الشريف ومحمد قريقع من قناة الجزيرة، والدكتور حسن دوحان من صحيفة "الحياة الجديدة"، والصحفية إيمان الزاملي، والفني محمد الكويفي.
وأكد التقرير أن الدقة العالية للأسلحة المستخدمة ووقوع الاستهداف في أماكن مكتظة بالصحفيين والنازحين يثبت عنصر التعمد، ويشير إلى أن الهدف يتجاوز قتل الأفراد إلى قتل الشاهد وتدمير القدرة على التوثيق.
وأشار إلى أن استهداف خيام الصحفيين في المستشفيات والمدارس يعد انتهاكًا صارخًا لحماية المناطق الإنسانية بموجب اتفاقيات جنيف، مؤكدًا أن الصحفيين فقدوا أدنى درجات الحماية الإنسانية، وتعرض كثيرون منهم لإصابات خطيرة وبتر أطراف جراء القصف المباشر.
ودعا التقرير إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في جرائم استهداف الصحفيين، وتفعيل آليات المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى توفير ممرات آمنة وأماكن محمية للعاملين في المجال الإعلامي، وتأسيس قاعدة بيانات قانونية لتوثيق الانتهاكات.
وقال محمد اللحام، رئيس لجنة الحريات بالنقابة، إن ما يجري هو استهداف ممنهج ضمن سياسة إبادة جماعية تهدف لإسكات الصوت الصحفي وطمس الحقيقة، مضيفًا أن تكرار الجرائم بذات الأسلوب والأسلحة على مدى أشهر يعكس قرارًا سياسيًا واضحًا للقضاء على الدور الإعلامي الفلسطيني.





