ترامب يصعّد خطابه لبريطانيا: “لن يبقى لديكم بلد” ما لم تُرحَّل الهجرة غير الشرعية فوراً

صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه الحكومة البريطانية، موجهاً تحذيراً مباشراً من تداعيات تزايد الهجرة غير الشرعية في المملكة المتحدة، قائلاً إن لندن “قد تفقد هويتها وكيانها” إذا لم تتخذ إجراءات صارمة وسريعة لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين.

وفي مقابلة مطولة مع قناة GB News البريطانية، تحدث ترامب عن رؤيته لإدارة حدود المملكة المتحدة، مشيراً إلى أنه ينبغي على الحكومة البريطانية تبنّي إجراءات فورية، على رأسها عمليات ترحيل واسعة النطاق، مؤكداً: “لن يبقى لديكم بلد ما لم تطردوا المهاجرين غير الشرعيين فوراً.”

وخلال حديثه، دعا ترامب إلى نشر قوات عسكرية على السواحل البريطانية للحد من عمليات الهجرة عبر البحر، معتبراً أن الموقع الجغرافي لبريطانيا يوفر لها “ميزة طبيعية” لأن البحر يشكل حاجزاً يمكن استثماره لحماية الحدود، مضيفاً أن معظم المهاجرين يصلون عبر “قوارب صغيرة” يمكن اعتراضها بسهولة.

وأشار ترامب إلى أن إدارته السابقة في الولايات المتحدة اتبعت سياسة “صارمة للغاية” في ملف الحدود، مؤكداً أن بلاده كانت “تعيد الوافدين فوراً” رغم ما وصفه بتدفّق “ملايين” المهاجرين غير الشرعيين. وقال إنه لا يرى أي عائق يمنع بريطانيا من تطبيق سياسة مماثلة: “يمكن لبريطانيا أن تفعل الشيء نفسه، المسألة فقط هي اتخاذ القرار.”

وتأتي تصريحات ترامب في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، ضغوطاً متزايدة بسبب أزمة عبور المهاجرين عبر القنال الإنجليزي. ووفق صحيفة ذا صن البريطانية، تلقت اتفاقية “دخول واحد، خروج واحد” التي وقعها ستارمر مع فرنسا انتقادات حادة، خاصة بعد حادثة عودة طالب لجوء سبق ترحيله إلى المملكة المتحدة، وهو ما اعتُبر “صفعة سياسية محرجة” للحكومة.

كما يواجه ستارمر منافسة سياسية من زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج، الذي طرح خطة أشد صرامة تحت مسمى “عملية استعادة العدالة”، تتضمن إنشاء معسكرات احتجاز، وتنفيذ خمس رحلات ترحيل يومية، ومنع المُرحّلين من العودة نهائياً.

ولم يخلُ الحوار من انتقادات مباشرة لعمدة لندن، صادق خان، الذي وصفه ترامب بأنه “عمدة سيئ” و”كارثة على المدينة”. وادعى ترامب، في لحظة وصفتها الصحيفة بـ“الغريبة”، أن لندن أصبحت مكاناً “يُطعن فيه الناس في مؤخراتهم أو ما هو أسوأ”، مؤكداً أن العاصمة تغيرت جذرياً مقارنة بما كانت عليه في الماضي، وأن والدته الراحلة كانت “تعشق لندن القديمة”.